اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

“حراك صيدا” إلى التصعيد… و”بالون اختبار” لعودة الحياة إلى طبيعتها

محمد دهشة

المرحلة الاولى من عودة الحياة الطبيعية تدريجياً في مدينة صيدا، لم تستطع امتصاص غضب الشارع الصيداوي الذي عاد يتدحرج ويكبر ككرة الثلج، احتجاجاً على الفقر والعوز والغلاء وارتفاع الاسعار والتلاعب بسعر صرف الدولار، ما فاقم الأزمة المعيشية الاقتصادية بشكل غير مسبوق، مع دخول شهر رمضان المبارك وما يتطلبه من احتياجات خاصة، مقابل تراجع الخوف من تفشي فيروس “كورونا”.

وشكّل اليوم الاول لعودة الحياة الطبيعية “بالون اختبار”، لم تنجح فيه السلطة في تنفيس الاحتقان او الغضب الشعبي او تطويق ذيول “الانفجار الاجتماعي”، اذ تبينت ثغرات كثيرة عند التطبيق، ولا سيما في المدينة الصناعية حيث فتحت محال دون أخرى، بسبب الالتزام بأرقام السيارات المفرد والمجوز، او عدم القدرة على فتح المستودعات للتزوّد بالبضائع، والاهم منهما “الغلاء الفاحش” ارتباطاً بسعر صرف الدولار الذي لامس 4200 ليرة لبنانية في “السوق السوداء”، و”الحبل على الجرار”.

الفقر والثورة

وفي جولة ميدانية لـ “نداء الوطن” في المدينة الصناعية الاولى، بدا الهدوء سيد الموقف. ويقول الناشط الاعلامي محمد آغا، الذي يملك محلاً، “إن الحركة عادت جزئياً الى المدينة الصناعية بعد إقفال طويل، لكنها حركة بلا بركة، فقرار بدء المرحلة الاولى يجب اعادة النظر فيه بسبب الثغرات، فكثر من اصحاب المحال لم يستطيعوا الوصول اليها بسبب ارقام سياراتهم، وكذلك المواطنين الراغبين بتصليحها”.

بينما يؤكد وليد وهبي، الذي يملك محلاً لتصليح السيارات لــ”نداء الوطن”، ان الوضع لم يعد يطاق، وقد شكل اليوم الاول “بالون اختبار”، للمستقبل القادم، وسواء فتحت المحل او اقفلته النتيجة غير مبشرة، والسبب الغلاء نتيجة التلاعب بسعر صرف الدولار”، قبل أن يُضيف “أتوقّع عودة الناس الى الشارع لتعبّر عن غضبها العارم، بعد تراجع الخوف من تفشي كورونا، الأخطر الفقر الداهم بلا رحمة”. ويؤكد معروف الاسير الذي يملك محلاً لبيع قطع الغيار لـ”نداء الوطن”، “ان عشرة زبائن دخلوا الى محله ولكن واحداً منهم فقط اشترى احتياجاته، لقد تذمّروا من الاسعار بسبب سعر صرف الدولار، لم يعد في مقدور الناس شراء ما يحتاجونه، “الفقر سيولّد ثورة”.

التزام او إقفال


عاد صدى “الثورة” يتردّد يومياً في مختلف أنحاء المدينة، في السوبرماركات وداخل سوق الخضار وعلى العربات الجوالة وفي محال بيع الحلويات، وجع الناس واحد والشكاوى تتزايد، وفق ما يقول كامل فرّان لـ “نداء الوطن”:”كنت أعمل في مقهى شعبي ولكنه أقفل بسبب الحجر المنزلي منذ شهر ونيف، اضطررت اليوم الى بيع العصير الطازج على العربة كي اكسب قوتي، الغلاء يُطارد الفقراء في لقمة عيشهم ولا أحد يسمع عذاباتهم ولا صرخات جوعهم”، مشيراً الى ان “الإقبال على الشراء تراجع كثيرا عن السابق، لان أولويات الناس تغيرت مع الغلاء”.

وفيما بقي السوق التجاري مُقفلاً، بانتظار دوره ايام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، عاش شارع رياض الصلح الرئيسي، مشهداً مختلفاً، لجهة التعامل مع محال الصيرفة، حضرت دوريات لمختلف الاجهزة الامنية وراقبت عمليات الصرف عن كثب، الزمت الصرافين بسعر 3200 التزاماً بتعميم مصرف لبنان المركزي بعدما شهد صباحاً ارتفاعاً ملحوظا تجاوز فيه الـ 4000 ليرة لبنانية، غالبية الصرافين فضّلوا الاقفال وانتظار التطورات، في وقت جرى توقيف صرّافين متجولين غير مرخّصين.

وتزامنت الخطوة الأمنية مع تلويح ناشطي “حراك صيدا” بالتوجّه الى المكان وتنظيم وقفة احتجاج، في اعتبار ان الصرّافين غير ملتزمين بالتعميم الرسمي لسعر الصرف، بينما ما زالت شعارات هؤلاء الناشطين مكتوبة على بعض واجهات المحال وبالخط الأحمر ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعدما نظّموا مسيرة إحتجاج في منطقة القياعة، استنكارا للغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار.

وأكدت مصادر الحراك لـ”نداء الوطن”، قرار مجموعاته مواصلة الحراك الاحتجاجي يومياً، وخصوصاً في ساعات الليل بعد الإفطار، للتعبير عن رفض سياسة التجويع وعدم المحاسبة، وهي ستحافظ على الطابع السلمي الحضاري كما كانت سابقاً، وستركّز على مصرف لبنان في اعتباره المسؤول الرئيسي عمّا يجري من تلاعب بسعر الصرف”.حركة ناشطة

وامتداداً، استعادت المدينة جانباً من حركتها الطبيعية، وقد ساهمت فيه عودة سائقي الفانات (14 راكباً) إلى تسيير نقلياتهم للمواطنين من صيدا باتجاه بيروت تبعاً لتدابير التعبئة، اذ لم يتجاوز عدد ركابها السبعة أشخاص ضمنهم سائق يضع الكمامة، وكذلك سائقي السيارات العمومية بنقل شخصين كحد أقصى وارتداء الكمامة، إنطلاقاً من تنفيذ الإجراءات الوقائية والحفاظ على السلامة العامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى