اخر الاخبار

أفق الرئاسة والحوار مسدود والملف مُجمد لدى “مثلّث القرار” الخارجي

على وقع الانسداد الحاصل على صعيد الاستحقاق الرّئاسي، ذكرت صحيفة “الجمهوريّة”، أنّ “على ما تُجمِع القراءات للواقع المأزوم، فلا انفراجات تلوح لا في المدى المنظور ولا حتى في المدى البعيد، وهذا معناه انّ فترة الاقامة الجبرية ستطول في اعماق الانقسامات السياسية والطائفية، وبعض القراءات المتشائمة بدأت تتحدّث صراحة عن انّ ارادة التعطيل قد تبتلِع ما تبقّى من السنة الحالية، وربما السنة المقبلة بكاملها”.وأشارت إلى أنّ “في موازاة هذا الانسداد المُحكم، دولة آخِذة في الانحدار نحو التحلل الكامل في قطاعاتها كافة، وفي هذا الواقع انتفى الحديث نهائياً عن مرحلة انتقالية من الازمات التي تعصف بها من كل جانب، الى شيء من الانفراج، يوقِف تدحرجها نزولاً، ويمدّها بشيء من الإنعاش، وبدأ الحديث فعلاً، وخصوصاً في مجالس كبار المسؤولين عن مرحلة انتقالية الى الأسوأ”.وأوضحت الصّحيفة أنّ “على المستوى الرئاسي، يبدو أنّ هذا الملف قد نَحّاه التطبيع الكامل مع الفراغ في رئاسة الجمهورية جانباً، والداخل بكلّ مستوياته السياسية يترقّب الزيارة الثانية للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، التي يقال إنّ موعدها تحدّد الاثنين المقبل”، مركّزةً على أنّ “اللافت في هذا السياق، أنّ مقاربات المعنيين بالملف الرئاسي لهذه الزيارة، تتقاطَع عند النّعي المُسبَق لمهمّة الموفد الفرنسي، إذا ما كان القصد منها فقط، هو محاولة اطلاق حوار بين مكونات التعطيل الرئاسي”.وكشفت أنّ “ثمة معلومات تحدثت عن أنّ باريس استبقت وصول الموفد الفرنسي إلى بيروت، بإرسال اشارات إلى المستويات السياسيّة، تؤكّد انّ الايليزيه يُولي أهميّة كبرى لمهمة لودريان، باعتبارها فرصة جديّة وثمينة في هذه المرحلة، لمساعدة اللبنانيين على التوافق على استيلاد حل رئاسي وحكومي في آن معاً، وأنّ ترجمة هذه الفرصة تستدعي ان يبقى الموفد الفرنسي اسبوعاً وربما اكثر في بيروت”. ان يعقد الحوار وتكون نتيجته الفشل في التوافق، فعدم انعقاده افضل من عَقد حوار فاشل، لأن النتيجة المؤكدة لهذا الفشل هي اعادة الوضع في لبنان الى مربّع التوتير الاول، وفتح باب الاحتمالات على مصراعيه”.إلى ذلك، علمت “الجمهورية” أنّ “الملف الرئاسي كان محور تداول بين سفير دولة غربية كبرى وشخصية وسطية بارزةـ في لقاءٍ جَمعهما في دارة الاخير قبل ايام قليلة، قدّم خلاله السفير المذكور مقاربة تشاؤميّة حول انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان”.ولفتت إلى أنّ “السفير الغربي قارَب الحراك الفرنسي كفرصة يتوجّب على اللبنانيين عدم تفويتها، فقد ضاع وقت كثير على لبنان وعلى مكوناته السياسية إدراك ذلك، إلّا انه قال ما مفاده: “إنّ وضع لبنان بات دقيقا للغاية، وليس في أفق التوازنات السياسية القائمة ما يُشجّع حتى على الاعتقاد بأنّ ثمة حلاً مُمكناً في لبنان للمسألة الرئاسية في المدى المنظور، اخشى ان يستمر هذا التخبّط في لبنان لفترة طويلة جداً”.وبحسب المعلومات، فإنّ الشخصية الوسطيّة البارزة عَقّبت على كلام السفير الغربي قائلة: “اللبنانيون محترفون في تضييع الوقت”، مضيفة: “لكن يجب ان نعترف ان الواقع اللبناني منقسم بين جبهتين عريضتين: “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من جهة، وحركة “امل” و”حزب الله” من جهة ثانية. وما يحكم هاتين الجبهتين حتى الآن، هو توازن التعطيل، وهو ما شهدناه على مدى 12 جلسة فاشلة لانتخاب رئيس الجمهورية”.وتابعت الشخصية: “مع هاتين الجبهتين المتعادلتين، يَستحيل الوصول الى قاسم مشترك بينهما، من دون ضغط خارجي كبير. صحيح انّ الفرنسيين يتحرّكون وسمعتُ انّ لودريان سيأتي في زيارة ثانية، ولكن هذا الحراك قد لا يوصل الى اي نتيجة، إذا كان احادي الجانب، وليس محصّناً بقوة دفع دولية كبرى”.وذكّرت بأنّه “سبق لنا ان عشنا تجربتين وربما اكثر، مع زيارتين قام بهما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت ما بعد انفجار المرفأ، وأجرى حوارا مباشرا مع كل الأفرقاء، وفي النتيجة لم يصل الى اي نتيجة. انا أسأل هنا عن الاميركيين، فحتى الآن انا لا اشعر بأنهم موجودون في اي تحرّك جدي ومباشر لحل ازمة الرئاسة في لبنان”. وأشارت المعلومات إلى أنّ “السفير الغربي اكد ما مَفاده بأنّ فَرض حل من الخارج على اللبنانيين امر صعب وغير واقعي، فهذه مسألة تعني اللبنانيين وحدهم، وأقصى ما يمكن ان تقدمه الدول الصديقة للبنان في هذا السياق هو تشجيع القادة في لبنان على انجاز استحقاقاتهم الدستورية، وفي هذا السياق يندرج الحراك الفرنسي؛ وما اكدت عليه الدول الخمس (دول اجتماع باريس: الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، السعودية، مصر وقطر)”.وأفادت بأنّ “الشخصية الوسطية كانت لها مقاربة مغايرة لذلك، حيث قالت: أنتم تعلمون انّ شَكل الاستحقاق الرئاسي في لبنان داخلي ومكانه داخلي، انما حسمه خارجي وكذلك جوهره. قد يبدو الفرنسيون في صدارة المشهد الرئاسي، ولكن يغمرني شعور جدّي بأنّ الملف الرئاسي في لبنان مُجمّد على مثلث القرار؛ واشنطن- الرياض- طهران، وحَسمه مؤجّل إلى حين يَتبَدّى حول نقطة تقاطع اميركية- سعودية- ايرانية لم تتبلور حتى الآن؛ وقد تحتاج الى وقت”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى