اخر الاخبار

الراعي أكد أن قديسي لبنان هم ضمانته: لبنان لا يمكنه أن يستمر من دون الحضور الاشعاعي المسيحي

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال تدشينه “كنيسة مار نعمة الله الحرديني في جوار دير سيدة طاميش”، الى انه “يسعدنا نحن اليوم إذ نحتفل بتكريس هذه الكنيسة الرعائية على اسم القديس نعمة الله أن يكون احتفالنا إعلانا لإيماننا، إيمان بطرس الذي تعودنا عليه وتربينا عليه، “إيماني إيمان بطرس، وإيمان بطرس إيماني”.

ولفت الراعي الى “اننا نأتي الى الكنيسة لكي نلتقي المسيح الذي يجعلنا كنيسة، نحن جسده السري، نحن هيكله، نحن كنيسة مصغرة، الكنيسة مصغرة في كل واحد منا، وفي الجماعة الرعوية، وفي الرهبانية اللبنانية المارونية التي شاءت وبنت هذه الكنيسة فوق القاعة التي أرادها على اسم مار نعمة الله، المثلث الرحمة سليل الرهبانية المطران يوسف محفوظ الذي نذكره اليوم معنا في الصلاة”.
وتابع :”نعم الرهبانية هي كنيسة مصغرة، وفي الواقع فيها القديسون، القديس نعمة الله، القديس شربل، القديسة رفقا، الطوباوي الأخ اسطفان، والعديد من الأبرار الذين عاشوا معنى الرهبانية، عاشوا الكنيسة، وجعلوا نفوسهم هيكلا لله، وأعلنوا سر المسيح في حياتهم، ونحن إذ نحتفل اليوم بتكريس هذه الكنيسة على اسم مار نعمة الله، نلتزم مثله بعيش هذا الايمان بكل أبعاده”.
وحيا الراعي “النائب البطريركي العام في منطقة صربا المطران بولس روحانا الذي شاء أن ينشىء هذه الرعية وأن تكون على اسم مار نعمة الله، إنها مبادرة جميلة للغاية لأنها كنيسة مؤسسة على إيمان راسخ. تعالوا نتطلع الى القديس نعمة الله الذي علم سر المسيح كأستاذ لاهوتي، ومن تلاميذه القديس شربل، نحن نقول أنه علم اللاهوت حياة، علم اللاهوت ليس فقط تعليما أكاديميا، بل علم اللاهوت بحياته وبمثله، وصحيح عندما نقول أنه علم القديس شربل كيف يكون قديسا، وقد عاش ملىء هذا الايمان الذي أعلنه القديس بطرس في قيصرية فيليبس”.

وأضاف :”يا مار نعمة الله، في يوم تكريس هذه الكنيسة الرعائية على اسمك، نسألك أن تعلمنا أنت المعلم كيف نبحث مثلك عن المسيح في أعماق قلوبنا، وكيف نشهد له في أعمالنا، وأن نجمع بين الفضيلة والمعرفة، الفضيلة والعلم، لكن علمنا يا مار نعمة الله أن نبحث عن المسيح ساجدين وعيوننا الى فوق، هكذا علمت مار شربل وسواه من الرهبان الذين عاشوا في هذا الاشعاع المسيحي”.
وفي ختام الذبيحة الالهية ألقى الأباتي نعمة الله الهاشم كلمة، شكر فيها البطريرك الراعي “على إعطاء الإذن بتأسيس هذه الرعية الجديدة وقدومه لتكريس الكنيسة”، واستذكر “مراحل تأسيس وبناء كنيسة مار نعمة الله”، شاكرا “كل من ساهم بإنجازها وبخلق رعية جديدة تقتدي بالقديس نعمة الله الحرديني”.
ورد البطريرك الراعي على كلمة الأباتي الهاشم التي جدد فيها شكره للراعي على “رعايته وحضوره وبركته لإنشاء الرعية الجديدة”، ووجه تحية تقدير كبيرة لكل الحاضرين من الرهبان، ولقدس الأباتي نعمة الله الهاشم، وأنتم تعلمون أنني دائما ألبي بفرح كل دعوة من قبلكم، لأنني أعود بها الى الأصالة وأعيش الفرح، خصوصا أن الرهبانية اللبنانية هي الرهبانية التي تعيش النمو الروحي والقداسة، والنمو بالمؤسسات والأديار، وأشعر وأرى الخير فيها، وكيف أن نعمة ربنا تعمل من خلالكم وبكم”.

اضاف الراعي: “اليوم نكرس معكم ومع سيادة المطران بولس روحانا كنيسة مار نعمة الله، ونقدم لكم التهاني في عيدكم ولكل من يحمل اسم نعمة الله، لسنين عديدة تكون فيها نعمة الله دائما مباركة لهذه الرهبانية التي يشكل قديسوها علامة كبيرة لنعمة الله عليها، وهذه مناسبة كي نحيي النشىء الرهباني والمبتدئين، ونسأل الله أن يديم بركته على الرهبانية كي تكون في خدمة الكنيسة أينما كان”.

وتابع: “أنا سعيد اليوم أيضا بوجود الرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات أوغيت مخايل، وأتمنى لهن النمو المستمر، وأن تجتذب القديسة رفقا التي خرجت من صفوفهن، دعوات مقدسة. في هذه المناسبة أود أن أعبر لسيادة المطران بولس روحانا عن كل محبتي وشكري، وأتمنى أن يأخذ الله بيدك لخدمة نيابة صربا، كما أسأل الله أن ينمي الرهبنة بإستمرار في القداسة والنعمة والعلم والانتشار، على أمل أن نقوم دائما بتدشين كنائس وأديار، وأن تحصل بشفاعة قديسي لبنان أعجوبة، لأننا لم نعد نقدر على الاستمرار هكذا، فأنا أصلي لقديسي لبنان يوميا وأقول لهم، هذا وطنكم وهذه أرضكم، وبالطبع لن تسمحوا بزوالها، لكننا لم نعد نستطيع التحمل، وشعب لبنان يهجر هذه الأرض المقدسة، ولبنان لا يمكنه أن يستمر من دون هذا الحضور الاشعاعي المسيحي. ضمانتنا هي قديسي لبنان، وأسأل الله أن يبارك لبنان، ويبارك رهبانيتكم وعملكم، وتحية كبيرة الى رئيس الدير وجمهوره، وأسأل الله أن يبقى هذا الدير مشعا بحضوره وجمهوره، عاشت الرهبانية، عاشت الكنيسة، وعاش لبنان”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى