اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

خلّوا أعينكم مفتّحة على عين الرمانة – الشياح!

اندريه قصاص

قد يكون ما حصل على محور عين الرمانة – الشياح يوم السبت الماضي مجرد صدفة ظرفية مرتبطة بتداعيات المشاركة السلبية في تظاهرة ٦/٦.

وقد يكون هذا الحادث مخططًا له في مكان ما لإغراض مجهولة بالنسبة إلى الأغلبية الساحقة من المواطنين، الذين لا همّ لهم هذه الأيام سوى السعي وراء لقمة العيش، ولكن هذه الأغراض، في حال وجودها، هي بالتأكيد معلومة من قبل الأجهزة الأمنية، التي هي بطبيعة الحال على علم بكل شاردة وواردة، خصوصًا أنها تقاطع ما لديها من معلومات، سواء أكانت أمنية أم دبلوماسية، مع ما يردها من تقارير على مستوى رفيع من أكثر من جهة خارجية لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بما يحصل على الساحة اللبنانية.

فما حصل على محور عين الرمانة – الشياح، وتاليًا على طرفي كورنيش المزرعة، يمكن أن يتكرر في أي لحظة حرجة، خصوصًا إذا كان ثمة من يراهن على الفتنة على الساحة اللبنانية ويسعى إليها، بما يتناسب مع ما يجري على مستوى الإقليم من تطورات متسارعة، سواء في سوريا في ضوء “قانون قيصر”، وإنعكاس مفاعيله على الليرة السورية، ويقول البعض إنه أول الغيث، أو في العراق في ظل حكومة الكاظمي، مع ما يُحكى عن مفاوضات بدأ التحضير لها وراء الكواليس بين واشنطن وطهران، على أساس أن تبقى إيران قوية ضمن حدودها الجغرافية، على أن يكون دورها الإقليمي محصورًا ضمن خطوط محدّدة، بالتوافق الضمني مع الركائز الأساسية في السلطة الإيرانية، على أن يقابل هذه الخطوة تنازلات مماثلة من قبل الإدارة الأميركية، سواء في العراق أو في سوريا، وذلك بالتماهي مع حلفاء واشنطن في المنطقة، كمقدمة لتجميع عناصر القوة في مواجهة ما تعتبره واشنطن الخطر الحقيقي على مستوى إقتصادها العالمي، أي الجبار الصيني.

وبالعودة إلى بروفة “السبت الأسود”، فإن أكثر من جهة مطلعة على بعض التقارير الخارجية تؤكد أن ما حصل من توتير للأجواء وإستعادة بعض من أجواء الحرب القذرة، التي إكتوى منها جميع اللبنانيين من دون إستثناء يدخل في إطار جس النبض حول أهلية عناصر التفجير في حال نجح بعض الذين يخطّطون لجرّ لبنان إلى فتنة قد تبدأ على محور عين الرمانة – الشياح وعلى محور كورنيش المزرعة، ولكن لا أحد يعرف كيف تنتهي، خصوصًا إذا دخل على خط التوتير أكثر من جهة متضررة من حالة الإستقرار النسبي، الذي تعيشه الساحة الداخلية، على رغم الأزمات الإقتصادية والمعيشية المقلقة.

في المقابل تؤكد بعض المعلومات أن القوى الأمنية، وفي مقدمها الجيش، تحرص على ألاّ تفلت الأمور من عقالها، وتعمل على ألاّ يستفيد المصطادون في المياه العكرة من بعض الأجواء المشحونة، وهي تعمل بتنسيق تام في ما بينها لضرب أي محاولة تفجيرية، مع الإلتزام المطلق بفرض ما تراه مناسبًا، وفق كل حالة بحالتها، للحؤول دون الوصول إلى نقطة اللأعودة، مع ما يعنيه هذا الإلتزام من حتمية التعامل مع الحالات الشاذة بيد من حديد، إذ لا تهاون مع مثيري الشغب والفتن، من أي جهة أتى.
وفي ما يشبه النصيحة يقول بعض الغيارى على الإستقرار والسلم الإهلي بإبقاء الأعين مفتحة على محور عين الرمانة – الشياح، بإعتبار أن لهذا المحور بعض الذكريات البشعة.

لبنان ٢٤

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى