اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

من قلّة البدائل… قالوا للحكومة إبقَي!

لم تعد فقاعة إسقاط الحكومة وإستبدالها التي خرجت عبر تسريبات محكمة الى وسائل الإعلام مقنعة، اذ ان اجواء سياسية متطابقة من اكثر من طرف سياسي أكدت ان الحكومة باقية، وان لا مجال لتغييرها ولا نية لذلك لدى غالبية الأطراف السياسيين.


ووفق مصادر مطلعة فإنه قبل اسابيع حصلت اتصالات جدية بين القوى السياسية الاساسية في لبنان بهدف جسّ نبض إمكانية اسقاط الحكومة وإستبدالها بحكومة وحدة وطنية يرأسها الحريري، لكن هذه المحاولة اصطدمت بعائقين: الأول، تردد الحريري الذي تظهر بإستمرار شروطه السابقة المرتبطة بعدم وجود وزراء لـ”التيارالوطني الحر” ولـ”حزب الله” في الحكومة، والثاني هو عدم موافقة جميع الأطراف المشاركة بحكومة يرأسها الحريري.


وتقول المصادر انه منذ ذلك الوقت اقفل ملف اسقاط الحكومة، ومن بعده اسقطت فكرة التعديل الوزاري، لكن تحريك فكرة اسقاط الحكومة الحالية جاء مؤخراً للضغط على دياب لإخضاعه في بعض الملفات، وهذا ما حصل من دون عناء جدي، الأمر الذي ادى الى سحب “همروجة” تطيير الحكومة من التداول بسرعة، اذ ان دياب كان جاهزاً مسبقا ليكون شريكاً في التعيينات والمحاصصة وليس فقط موافقاً عليها.

وتشير المصادر الى ان عوائق كثيرة تحول دون إسقاط الحكومة، أهمها وأبرزها هو عدم وجود بديل، اذ ان احداً من القيادات السنية البارزة لا يبدو مستعداً للذهاب بعيداً في حكومة، وان كانت حكومة وحدة، تتحمل الإنهيار المالي والاقتصادي، في ظل عدم وجود تسوية اقليمية دولية تحمي لبنان وتسحبه من فم الكارثة الإقتصادية. من هنا لا يتحمس أيّ من القوى السياسية، حتى تلك الراغبة بتغيير الحكومة مثل حركة “أمل” والحزب الاشتراكي الى الفراغ، ناهيك عن موقف “حزب الله” والرئيس ميشال عون اللذين يعتبران ان الفراغ هو خط أحمر في هذه المرحلة.

وتقول المصادر ان ثنائي أمل – الاشتراكي لا يرغبان بإسقاط الحكومة لمجرد اسقاطها، بل ان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط القلق من التطورات الميدانية والفوضى التي تطل برأسها، بات أكثر الحريصين على الاستقرار السياسي في هذه المرحلة، ويقوم بمبادرات من اجل تهدئة الشارع وتطمين الأفرقاء.

وتلفت المصادر الى ان الرئيس عون و”التيار الوطني الحرّ” يريان ان الحكومة بحد ذاتها، وبالرغم من خلافاته المستجدة والمستمرة مع رئيس حكومتها حسان دياب، خيار جيد مقارنة مع إستمرار العهد من دون حكومة، فلا شيء يضمن تشكيل حكومة في حال سقوط الحكومة الحالية.

وتعتبر المصادر ان الرئيس سعد الحريري الذي يعارض الحكومة، لا يجد نفسه معنياً بإسقاطها، بل ببقائها لتتحمل تبعات الانهيار أمام الرأي العام، أقله في المرحلة الحالية التي لا يمكن له فيها التفكير بالتعايش مجدداً مع العهد، ما يعني انه لا يريد الذهاب الى معركة جدية لتطيير الحكومة من دون أي فائدة سياسية، ويركز معركته على تعريتها وتحميلها مسؤولية القرارات الخاطئة.

لبنان ٢٤

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى