اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

34 عاملة منزلية مشردات في الشوارع ومئات مهددات بالطرد

وليد حسين

بعد قضية عاملات الخدمة المنزلية من التابعية الأثيوبية، اللواتي يعتصمن أمام سفارة بلادهم، لأن تخلي مشغِّليهنّ اللبنانيين عنهن جعلهن لاجلائات في لبنان، ظهرت فضيحة جديدة: 34 سيدة من العاملات المنزليات من التابعية السيراليونية ينمن في الشارع منذ يومين، بعدما طرهن أصحاب الشقق التي كن يستأجرنها. 

سيراليونيات مشردات
فبعد الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان، جاء وباء كورونا وحرم العاملات في الخدمة المنزلية من عملهن، فبتن غير قادرات على دفع إيجار الشقق التي تأويهن. ووفق الناشطة في “حركة مناهضة العنصرية” إيمان الحايك، سيواجه لبنان في المرحلة المقبلة أزمة كبيرة مع العاملات في الخدمة المنزلية يصعب احتواؤها.

وأوضحت الحايك في حديثها إلى “المدن” أن مشكلة طرد العاملات والعمال الأجانب من مساكنهم المتواضعة، بدأت تستفحل يوماً بعد يوم. ولم يسبق للجمعية أن تلقت هذا العدد الكبير من الشكاوى في يوم واحد. فالسيدات الـ 34 السيراليونيات اتصلن بالجمعية بعد مبيتهن في الشارع منذ يومين، بسبب عدم قدرتهن على دفع إيجار السكن، وإقدام ملاك مساكنهن على طردهن منها، فبتن  مشردات في شوارع منطقة الكولا. وتعمل الجمعية حالياً على إيجاد مأوى لهن.  

هروب من الكفلاء
ولفتت الحايك إلى أنها تلقت الشكاوى من السرياليونيات دفعة واحدة، ومعظمهن يعملن بالساعة، ولا تقمن في بيوت مخدوميهن وفق نظام الكفالة. وتبين أن هؤلاء السيدات بتن بلا عمل بسبب أزمة كورونا والانهيار المالي، اللتين يعاني منها لبنان.
منهن من تعملن لحسابهن الخاص، ومنهن من تعرضن للإساءة من الكفلاء، فهربن من منزلهم، ورحن تعملن لحسابهن الخاص. وبتن غير قادرات على دفع إيجار السكن.
وأضافت الحياك، أن الجمعية تواجه منذ أشهر هذا النوع من المشاكل التي تتعرض لها العاملات المنزليات. لكن هذه المرة كان عدد المشردات منهن (34) كبيراً. فبعض وجدن مأوى عند صديقاتهن من سيراليون مساءً، لكن أخريات تنمن في الشارع.  
وشرحت أن الجمعية تحركت لجمع التبرعات لمساعدتهن موقتاً وإيجاد حل لهن، خصوصاً أن كثيرات منهن يردن العودة إلى بلادهن بعد فقدهن عملهن. لكنهن تواجهن مشكلة إقفال المطار وثمن بطاقات السفر المرتفع.
وأضافت أن الجمعية ترصد كل يوم مشكلة من هذا النوع. الحالات باتت غير فردية. وتوقعت حصول أزمة كبيرة لن يتمكن أحد من احتوائها، في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار ووباء كورونا.

مئتا عاملة قد تطردن
وأكدت الحياك وجود عشرات آلاف من العاملات اللواتي تعملن لحسابهن الخاص بالساعة، وخارج نظام الكفالة شبه العبودي. وقد بتن خائفات على مصيرهن، وبلا عمل، وتتعرضن لتهديد بالطرد من منازلهن المتواضعة بسبب عدم تمكنهن من دفع إيجارها الشهري، بعد فقدهن عملهن.
وكشفت أن الجمعية أمنت لبعضهن إيجار المسكن من خلال التبرعات. ولدى الجمعية لائحة تضم أسماء أكثر من مئتي امرأة مهددات بالطرد. وأُجل طرد بعضهن تفاوض الجمعية مع أصحاب البيوت التي تعملن فيها.
لكن هذه المشكلة ستتفاقم قريباً. فمعظم العائلات باتت تستغني عن الاستعانة بالعاملات في الخدمة المنزلية، بسبب الأزمة الاقتصادية من ناحية، أو بسبب الخوف من تفشي كورونا من ناحية أخرى. وهذا ما دفع الجمعية التي تعمل على مناصرة العاملات ورصد الانتهاكات التي تتعرضن لها، إلى تقديم الدعم المالي المباشر من جمع التبرعات لإيواء المطرودات من مساكنهن.
ودعت الحايك وزارة العمل وقنصلية سيراليون إلى حل مشكلة السيدات المشردات وتحمل المسؤولية، خصوصاً أن معظمهن يردن العودة إلى بلادهن وفقدن عملهن، إما بسبب الانتهاكات التي تتعرضن لها من الكفيل، وإما بسبب الأزمة الاقتصادية ووباء كورونا. وهن بتن بلا أية حماية، ومعرضات لانتهاكات أكبر.

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى