اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

التحذير السعودي يتخطّى الحدود اللبنانيّة: ماذا عن الأسباب؟

محمد علوش

شهد منتصف ليل الجمعة السبت حدثاً دبلوماسياً لافتاً بعد أن قامت سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان بتحذير مواطنيها من الإقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات وهذا ما يبدو طبيعياً، لكن ما هو غير طبيعي هو دعوة السفارة لرعاياها في لبنان بمغادرة البلد بشكل سريع، علماً أن قرار المملكة منع السفر الى بيروت لا يزال قائماً منذ سنوات.
عند قراءة التحذير السعودي الحادّ، والذي فتح الباب أمام تحذيرات مشابهة من دول أخرى كالكويت وألمانيا، ولو أقل حدّة، يتبادر الى الذهن أحداث مخيم عين الحلوة الذي شهد معارك ضارية لثلاثة أيام متتالية قبل أن تتوقف الاشتباكات، فهل أرادت المملكة التحذير انطلاقاً من الخطر في عين الحلوة أم لها أهداف اخرى؟

بحسب مصادر سياسية لبنانية فإن التحذير السعودي يُمكن ان يُقرأ في أكثر من اتجاه، أبرزها قد يكون الاحداث الامنية في مخيم عين الحلوة والذي يُخشى أن تتكرر بظل عدم التوصل الى حلول جذرية للأسباب التي أدت لاشتعال المخيم، مشيرة الى أن هذا السبب قد يكون الرئيسي لكنه بالتأكيد ليس الوحيد، لأن التحذير صدر بعد توقف المعارك، فلماذا لم يصدر خلالها مثلاً؟

ترى المصادر أن المملكة العربية السعودية التي تعلم بالتأكيد بقرارها السابق منع السفر الى لبنان، وتُدرك بأن السياحة السعودية الى لبنان شبه نادرة، كما لا وجود لسعوديين في لبنان سوى بأعداد قليلة جداً، قد يكون مبنياً على “المتوقع” مستقبلاً، وهو ما قد يكون مؤشراً الى صيف لاهب بانتظار لبنان، فلا الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة هادئة، ولا المخيمات أيضاً، كاشفة أن وضع المخيمات متوتر، وقد حصلت تحذيرات أميركية منتصف شهر تموز الماضي للأميركيين من الاقتراب من مخيمات اللاجئين بسبب ما أسمته السفارة “بالإشتباكات المسلحة المحتملة”.

وهنا لا بد من الإشارة الى أن السفارة الاميركية في بيروت كانت قد حذرت منتصف شهر تموز الماضي مواطنيها في لبنان من الاقتراب من الحدود مع “إسرائيل” بسبب الصراع المسلح المحتمل، الحدود مع سوريا بسبب الإرهاب والصراع المسلح، ومخيمات اللاجئين بسبب الاشتباكات المسلحة المحتملة.

رداً على البيانات أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه “بنتيجة البحث مع القيادات العسكرية والامنية، افادت المعطيات المتوافرة ان الوضع الامني بالاجمال لا يستدعي القلق والهلع ، وان الاتصالات السياسية والامنية لمعالجة احداث مخيم عين الحلوة قطعت اشواطا متقدمة، والامور قيد المتابعة الحثيثة لضمان الاستقرار العام ومنع تعكير الامن او استهداف المواطنين والمقيمين والسياح العرب والاجانب”.

بالنسبة الى المصادر فقد تكون الأسباب الأمنية مستبعدة بعض الشيء في هذه المرحلة، مشيرة الى أن البيان التحذيري السعودي قد يحمل أهدافاً أبعد من الحدود اللبنانية، وهو لا يتعلق حتى بالملف الرئاسي، حيث كانت هناك وجهة نظر تقول بأن المملكة قررت رفع منسوب الضغط السياسي لأجل انتخاب رئيس، مشيرة الى أنه يجب قراءة البيان انطلاقاً من تطورات المنطقة التي تشهد توترات سياسية وأمنية على أكثر من صعيد تحديداً في سوريا.

يبدو أن الإتفاق السعودي الإيراني يُعاني من عراقيل تجعل المرحلة المقبلة أشد سخونة من تلك التي سبقت، ولبنان الذي لم يستفد بعد بشكل كبير من هذا الإتفاق قد يكون جزءاً من التسخين، فهل تحصل تطورات مفاجئة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى