اخر الاخباربريد القراء

لسنا ضعفاء (بقلم عصام فاخوري)


إنّ ما يجري على الساحة العالمية هو محاولة للسيطرة والتحكم بحياة البشر من قبل فئة جشعة تفكر كيف تنهب مقدّرات الأمم وتتحكّم حتى بصحة الأشخاص وبالحسابات المالية وبالمعتقدات الدينية والسياسية.
والجدير ذكره أن هذه المجموعات تنطلق في أحيان كثيرة من معتقدات دينية حول نهاية العالم واستدراج يسوع للعودة إلى هذا العالم.. إسرائيل! التي هي دولة شعب الرب.
من هنا ندرك خطورة العمل الدوؤب على تحويل العرب إِلى فرق متناحرة متقاتلة تعيش الضعف والهوان لتبقى دولة شعب الرب المختار.
إذًا وعلى نحو خطير لا يمكن أن تقوم هذه الدولة إلا من خلال السيطرة لتكون هي الدولة المنتجة وباقي الشعوب حولها شعوب مستهلكة تشتري ما ينتجه الصهاينة.
والأخطر من السيطرة المادية هو السيطرة الفكرية من خلال تشويه الهوية العربية المبنية على أساس فكري ثقافي اجتماعي جغرافي وهو ما صرّح به نتن ياهو في أوائل عام ٢٠٢٠ : “إن من أهم إنجازات دولة إسرائيل هي القضاء على القومية العربية”.
علينا المواجهة من خلال رفع مستوى الوعي القومي، ومواجهة صهاينة الثقافة والإعلام والاقتصاد العرب وأغلبهم مسلمون يدورون في فلك الصهيونية من خلال غسل الأدمغة والعقول القائمة على مصطلحات السلام والتسامح والتعايش الوهمي مع الصهاينة متناسين الظلم الواقع على الشعب العربي الفلسطيني واحتلال الأراضي وقتل الأبرياء وقلع شعب متجذر في أرضه، وجعل شعب آخر يحتلها مدعيًا أنه حامي حق من خلال فكرة دينية باطلة قائمة على الخيال المصطنع – وكلّ هذا من أجل أن تكون فلسطين المحتلة عبارة عن معسكر للغرب تنطلق منه كل الفتن-، وحبك المؤامرات من خلال أنظمة عربية قائمة على الظلم وهدر الطاقات العربية المادية منها والعلمية، لكي تبقى أمتنا العربية ممزقة متخلّفة لا يمكن أن تفكر بوحدة أقلّها اقتصادية ناهيك عن الوحدة الجغرافية.
من هنا يجب على القوى الفاعلة الحرة المؤمنة بأن قضية فلسطين هي محور التحرر والتحرير وهي نقطة الانطلاق التحرك لمواجهة هدف واحد وعدو واحد هو الاستعمار والاستكبار العالميان اللذان يهيمنان على منطقتنا وأهم وسائلهما تفريق الأمة ببث وصناعة أفكار التعصب الديني الطائفي منه والمذهبي والعرقي وداعش مثال على ذلك.
إننا نؤمن بأننا نستطيع المواجهة والانتطار لأننا نملك تاريخاً حافلًا بالبطولات زاخرًا بالتضحيات، وليس أمامنا إلا السير في هذا الطريق طريق التضحية والنضال وجمع الطاقات المهدورة وامتلاك زمام العلم والمعرفة والتمسك بالقيم والمبادئ التي قامت عليها عزتنا العربية ليكون الوعي مفتاح التقدم نحو غدٍ أفضل، لأننا لسنا ضعفاء!

#الصفحة_الرئيسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى