اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

الديار: قرار السيد نصرالله حول استيراد النفط الايراني لاقى ارتياحاً لبنانياً شاملاً.. والمطلوب تحصينه

رضوان الذيب-
وصول الغاز المصري يحتاج الى حوار لبناني – سوري مُباشر ..وإلا ؟


شكلت الخطوة الاستثنائية باستيراد النفط الإيراني انقلابا جذريا بالتعامل مع الأزمة المالية، واعطت الإشارة لبداية مرحلة اقتصادية جديدة ونهاية المرحلة الحريرية الاقتصادية والمالية التي أدارت البلد منذ التسعينات، والقائمة على معالجة الدين بالدين وفساد فاق ما يتصوره العقل البشري بتغطية عربية ودولية اوصلت البلد الى هذا المستوى من أجل الوصول الى رأس المقاومة.

وحسب مصادر متابعة، فإن البلد منذ التسعينات كان محكوما بمشروعين، المقاومة بقيادة حزب الله والمشروع الاقتصادي بقيادة الشهيد رفيق الحريري وتزاوج المشروعين حتى استشهاده وتمكنت المقاومة من إنجاز التحرير باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونجح مشروع المقاومة، بينما ترنح المشروع الاقتصادي بسيل من المشاكل منذ عام ٢٠٠٠ مع تحويل الديون من الليرة الى الدولار والاستدانة بفوائد عالية والصرف على مشاريع غير منتجة مع أسوأ خدمات في الطرقات والهاتف والنفايات وكل وسائل الحياة.
 
وتكرر سيناريو الانتصار في الـ ٢٠٠٦ ، في موازاة ارتفاع نسبة المشاكل الاقتصادية مع حكومات السنيورة وميقاتي والحريري وتمام سلام، وترافق ذلك مع ضغوط دولية تحت شعار سحب سلاح المقاومة وضرب بيئتها بحصار اقتصادي بلغ ذروته وشمل كل اللبنانيين عبر معادلة «الغذاء مقابل سلاح المقاومة»، وهذا هو الأساس لكل ما يجري، مع ضغوط على الطبقة السياسية للانخراط في قتال حزب الله ومن يرفض «ليس منا ولسنا منه»، وهذا هو جوهر الموقف السعودي ، وبعد فشل القوى المحلية في القيام بهذا الدور، تولّت واشنطن والرياض المواجهة المباشرة في تجويع الشعب اللبناني ودعم خيارات سياسية جديدة بمساعدة قوى داخلية وخلق توترات أمنية ومحاولة جرّ سلاح حزب الله الى زواريب خلدة وغيرها من المناطق.

وتضيف المصادر المتابعة، أن قرار حزب الله بالرد على الحصار باستيراد النفط الإيراني يوازي انتصار الـ ٢٠٠٠ وحرب تموز، ويشكل اكبر صفعة عملية لكل الحصارات، ولا بدّ من تحصين خطوة النفط لتشمل المواد الغذائية والأدوية، ولا بد من القتال لإلغاء كل الوكالات الحصرية وفتح السوق اللبناني لعمليات الاستيراد والتصدير وتحديد الأسعار عبر العرض والطلب ، وخلق أجواء تنافسية تؤدي الى خفض الأسعار دون أي تكلفة على الدولة.


وتتابع المصادر، أن المسؤولين الأميركيين جن جنونهم ، لكن « ما باليد حيلة «، وإذا اعترضت أميركا الناقلة انهارت مباحثات «النووي» و تدحرجت المنطقة الى حرب شاملة لا تريدها واشنطن «والمكتوب يقرأ من عنوانه في أفغانستان «وإذا قصفتها «إسرائيل» سترد المقاومة بقصف الموانئ «الاسرئيلية»، وعرقلة إدخال المواد الغذائية، ودفع أكثر من ٣ ملايين سائح موجودين الآن في مرتفعات الجولان وشمال فلسطين المحتلة الى المغادرة، وضرب الاقتصاد «الاسرائيلي» واستقراره وبالتالي فإن اوراق المقاومة اقوى والنفط الإيراني سيوزع على كل اللبنانيين الرافضين للذلّ، حيث لاقت الخطوة ارتياحا شاملا في كل المناطق اللبنانية بعيدا عن التسريبات المعروفة، وهذا قد يساهم في التخفيف من أزمة لبنان وسوريا أيضا، وسحب ورقة التهريب من البازار السياسي وتوفير مليارات الدولارات على الدولة ولو اتخذت هذه الخطوة من سنوات لكان لبنان يعيش عصر بحبوخة و»صفر أزمات».



وتتابع المصادر، أن خطوة حزب الله دفعت الأميركيين فورا الى التحرك والنزول تحت سقف مطالب حزب الله والتسهيل «للقوطبة»، وأظهر حديث السفيرة الأميركية أن بلادها وراء الحصار وعرقلة وصول الغاز المصري الى لبنان عبر الاردن، وسجّل منذ أيام اتصالات أميركية بالسيسي والملك عبدالله لتسهيل وصول الغاز المصري الى الشمال عبر سوريا ، الذي أعلنت أن هذا الأمر يحتاج للى اتصالات مباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية وبين سوريا والأردن ومصر وواشنطن، وكيف تسمح سوريا بمرورالغاز في أراضيها وتعاني اكبر ازمة في هذا المجال، رغم أن دمشق أعلنت أنها ستسهّل كل ما يحتاج اليه لبنان .
 
أما لجهة النفط العراقي فسيصل منتصف أيلول بعد أن رفعت واشنطن العقوبات وسحبت تهديدها لمصرفين لبنانيين إذا فتحا اعتمادات تتعلق بهذا الملف، كما تواصلت واشنطن مع مسؤولين بالبنك الدولي لتغطية نفقات الأدوية، وكل ذلك «للقوطبة» على حزب الله ومنع سقوط الدولة أكثر واكثر بيده، لكن « ما حصل قد حصل واكل الأميركيون «الطعم والضرب»، واظهروا أنهم ورقة ضعيفة في الملف اللبناني.
 
وتؤكد المصادر، أنه إذا نجح حزب الله في استيراد النفط الإيراني سينعكس ذلك على مجمل حركة البلد إيجابا، لكنه في المقابل سيرفع من وتيرة الكباش بينه وبين واشنطن «على الساخن» احيانا و»على البارد» احيانا اخرى، لكن حزب الله لن يقلب الطاولة وسيبقى يعمل تحت سقف الدولة اللبنانية وسيدعمها في كل المجالات وتحديدا في ملف المحروقات إذا أحسنت إدارته وأنهت إذلال اللبنانيين.

الديار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى