اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

أخطأ الأمريكي فربح حزب الله (بقلم عبد الكريم الراعي)

إذا كانت المعركة قائمة على الربح والخسارة في جولاتها فحتماُ أن سوء تقدير الأمريكي خصوصاً بإعتماده على معطيات الفريق المتعامل معه قد جعله يوسع من دائرة الحزب العلاقاتية مع شريحة كبيرة من الشعب اللبناني خصوصا التي كانت تعتبر أن حزب الله يسعى جاهداً ومنذ تأسيسه للإطباق على مقومات الدولة لكي يستأثر بالقرار الداخلي اللبناني..

هذا المشروع بدأ العمل عليه في بدايات القرن الجديد حيث سخّر أصحابه الكثير من المقومات، لإفهام اللبنانيين ذلك، ولزرع بذور الخوف في نفوس الناس ولتكريس مبدأ الفصل والعزلة بين المقاومة اللبنانية الأصل وبين شريحة من أهلها رغم إقرار الحزب بأن جل ما حدث ويحدث من إنتصارات، سواء على العدو الإسرائيلي أو التكفيري أو متربصي الداخل، بأن المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة هي التي أرست هذا الإنجاز الوطني الكبير ولا زال ..

خسرت أمريكا مرة جديدة جولة الحصار الإقتصادي، بأن نشّطت في الميدان كافة القطاعات التنظيمية ومنها المؤسسات التابعة كشركة الأمانة ومؤسسة القرض الحسن وحتى المحطات الصديقة وعدد كبير من الأخوة(جيش متطوع) والأكثر من ذلك وهو الأهم المتطوعين من خارج جسم حزب الله وعلى إختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية وحتى الفكرية …

بدأ الجميع يعمل كخلية نحل في المدن والبلدات والقرى التابعة وغير التابعة لإستعادة الدورة الإقتصادية وإنعاش البلد وبوتيرة تتماهى مع رؤية حزب الله العملانية إستعداداً لبناء الدولة القوية القادرة، والأهم المستقلة ..

وكل ذلك دون تمييز أو خلفيات أو منّة ، بل لأجل لبنان الوطن السيد الحر ..

ولأننا دائما نعتبر أن من أوجب الواجبات في المعارك هو تحويل التهديد الى فرصة، وعلى عكس أمانيهم بعزل المقاومة عن جمهورها ، فإننا بدأنا نرى الإلتفاف والترحيب والعمل مع مشروع المقاومة التي دائما ومنذ التأسيس تقدم النموذج لأجل الإنسان، ها نحن نرى اليوم كيف أن بعض الشعوب العربية والشعوب الحرة تتأسى بهذه المقاومة وتسعى جاهدةً لنقل تجاربها، وكله لأن السحر والشعوذة وحتى المرض الأمريكي إنقلب عليها خسارة فادحة …

هذه التجربة الفريدة والجديدة ستترجم في أي إستحقاق سيخوضه حزب الله، مطمئناً على الوعي الكبير بعد الإمتحان العظيم الذي مر على اللبنانيين …
ومن نصرٍ الى نصرٍ بإذن الله …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى