اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

المازوت الايراني سيُوزع على كل المناطق اللبنانية… عمليات مسح حزب الله لم تستثن الاراضي الزراعية

حسين درويش-
ثلاثة ملايين ليتر من المازوت الايراني ستدخل خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة من الأراضي السورية عن طريق بانياس حمص من البوابة الشمالية للبنان عبر معبر جوسية القاع الشرعي الى الأراضي والأسواق اللبنانية، وبشكل يومي، حتى تفريغ كامل حمولة الباخرة الإيرانية الأولى المحمّلة بمادة المازوت، وسيتم تفريغها في خزانات ومحطات تمّ حجزها مسبقا حتى نفاد كمية الباخرة الأولى، التي بدأت بتفريغ حمولتها في مصفاة بانياس.


وبذلك تكون السفينة الايرانية الأولى قد كسرت الحظر الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية بموجب بموجب «قانون قيصر»، كما قانون العقوبات المفروض على إيران بعدم السماح لها ببيع النفط الإيراني.


ومن المفترض أن تقوم صهاريج سورية بنقل المازوت من سوريا الى خزانات ومستودعات للمحروقات تم تجهيزها وتحضيرها في خزانات ومحطات متوقفة عن العمل في مناطق البقاع، وتعود الشحنة لمتمولين وتجار لبنانيين سيعمدون الى بيعها بسعر الكلفة وبأقل من السعر الرسمي.


كان بعض من أصحاب المحطات غير المحظية من قبل الشركات قد أفرغوا محطاتهم وخزاناتهم استعدادا لإستقبال المازوت الإيراني الذي احدث انقساما سياسيا بين مؤيد ومعارض تمهيدا لتخزين المازوت قبل توزيعة على الأسواق والمناطق المحتاجة ظل الازمة الاقتصادية الخانقة.


وللغاية، أنجزت لجان متخصصة من حزب الله من روابط المناطق والقرى والمدن دراساتها الميدانية وحددت فيها حاجة السوق اللبنانية، لا سيما المستشفيات والافران والمصانع ومولدات الاشتراك والمزارعين، على أن تبدأ بالتوزيع والبيع بواسطة صهاريج لبنانية تقوم بنقل المادة الى جميع المناطق اللبنانية المحتاجة للمادة وفق الأولويات، بعدما توقفت عجلة الاقتصاد والانماء بسبب فقدان المادة واعتماد المحتاجين للمادة بشرائها من السوق السوداء وبأسعار خيالية تصل احيانا الى 500 الف ليرة، بعدما تم احتكار هذه المادة من قبل التجار وعدم توفر المادة بالسعر المدعوم، مما سبب شللا في عجلة الاقتصاد، ووقف حركة النمو وتوقف بعض المستشفيات عن العمل، فيما تعاني بعضها نقصاً في الأوكسجين، كما ان انقطاع الكهرباء ادى الى ارتفاع فاتورة مولّدات الكهربائية التي وصلت الى مليوني ليرة، وايضا تسبب فقدان المادة يباساً في الاشجار المثمرة وتلفاً في الأراضي الزراعية وارتفاعاً بسعر ربطة الخبز.


باخرة المازوت الأولى التي وصلت الى بانياس وبدأت بتفريغ حمولتها سيتبعها وصول باخرة ثانية وثالثة ورابعة من أجل سد حاجة لبنان من المشتقات النفطية.
على الرغم من الانقسام الذي أحدثه استيراد النفط الإيراني بين الاوسط السياسية بين مؤيد ومعارض، الا ان وصول الباخرة شكل ارتياحا لدى معظم اللبنانيين الذين يأملون التخلص من طوابير الذل، وبهدف تأمين مادة المازوت المنزلي بالسعر الرسمي لسكان الجبال على أبواب فصل الشتاء.



شكل وصول الباخرة ارتياحاً في اوساط المزارعين وأصحاب المستشفيات والمصانع وأصحاب المولدات وهم من المستفيدين من شحنة الباخرة الأولى التي ستوزع وفق الحاجات الأساسية، فيما تشمل توزيعات البواخر اللاحقة بعد الأولى مازوت التدفئة الذي سيوزع على المنازل وفق قسائم وبطاقات تموينية وعلى المناطق الجبلية الباردة وبأسعار السوق.
ولم تستثن الدراسات وعمليات المسح التي يقوم بها حزب الله الأراضي الزراعية في البقاع فقط، وإنما ستمتد الى كامل الأراضي اللبنانية في الشمال والبقاع والجبل والعاصمة وصولا إلى الضاحية، وستشمل التوزيعات أصحاب بساتين الشجار المثمرة التي تعتمد على الري.


رئيس نقابة الفلاحين والمزارعين في البقاع ابراهيم الترشيشي أكد ل»الديار» ان ما يهم المزارع اللبناني هو حماية مواسمه من التلف بسبب نقص مادة المازوت وصعوبة تأمينها من السوق السوداء بسبب الاحتكار، ونحن بحاجة لمادة المازوت من أين أتى، والمازوت الواصل الى لبنان يكسر الاحتكار، ويوفر المادة في الاسواق، ويضع حدأ لجشع التجار بما يجعلهم ملتزمين بتسعيرة الدولة، وقد لمسنا ذلك، وبدأ العرض الفعلي للمازوت من قبل التجار والمحتكرين منذ لحظة الإعلان عن المازوت الإيراني.
أضاف الترشيشي للعلم والتأكيد، ان المزارع لم يشتر يوماً المازوت بالتسعيرة الرسمية، إنما اشتراه من أجل انقاذ مواسمه بسعر التهريب، وبكل بصراحة يمكننا أن نؤكد ان هناك ثلاثة استفادوا من السعر المدعوم وهم:
1 – المستورد
2 – الموزع
3- التاجر والمحتكر والمهرب
فيما المستهلك لم يستطع الاستفادة من اي ليتر بالسعر المدعوم ومعضم المزارعين دفعوا ثمن صفيحة المازوت ما بين 200 و220 الف ليرة لبنانية، رغم كل الاعتمادات والكميات التي تم استيرادها، ونستبشر خيراً بالمازوت الايراني الى لبنان لانه، لانه وبمجرد وصوله يكون قد كسر الاحتكار وجشع التجار، مما دفع المزارع الى الهروب من أرضه وتركها بورا، كما أصابت الكارثة أصحاب المستشفيات والفندق والمطاعم والقطاع الصناعي، وما من احد يكترث لحل هذه القطاعات.
فالمازوت بالنسبة للمزارع كالدم بالنسبة لجسم الإنسان فهو يستعمل لتشغيل المولدات وسحب المياه من باطن الأرض، لضخ مياه الري بواسطة البخاخات، لنقل العمال الي السهول، لحراثة الأرض بالجرارات الزراعية، لنقل الإنتاج من الحقول والمستودعات الى أسواق الجملة والمفرق، لنقل المنتوجات الزراعية الى حاويات مرفأ بيروت بداعي التصدير للخارج.
وتمنى الترشيشي ان يكون للمازوت القادم نصيب في القطاع الزراعي لكسر حلقة المهربين والمحتكرين، والمازوت سيأتي من سوريا الى لبنان، وهذا يعني ان الاحتكار هو الأساس، ولا مانع بمن سيأتي بالمازوت الى لبنان من قبل اخواننا العرب من أجل مساعدتنا واضاءة شمعة خير.
المزارع محمد طه وهو يعمل في ري بستان مؤلف من 75 دونما من الكرز والمشمش، أوقف الري عن البستان منذ حزيران الماضي وبدأ اليباس يضرب الاشجار.
وللغاية تفقد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب الدكتور ابراهيم الموسوي بساتين الكرز والمشمش التي تعتمد على الري في قرى شرق بعلبك في حورتعلا، سرعين الفوقا والتحتا، الناصرية يحفوفا وعين الجوزة، واطلع على معاناة المزارعين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وفقدان مادة المازوت مما ادى الى يباس البساتين بسبب توقف عمليات الري ، كما أجرى الموسوي اتصالات فورية مع المعنيين ووعد بحل سريع لمعاناة المزارعين.

الديار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى