اخر الاخبارعربي ودولي

“الغرفة العمليات المشتركة” في مخيم جنين.. حالة التحام ثورية نوعية

في مشهد قد لا تراه هذه الأيام في الضفة الغربية المحتلة إلا بمخيم جنين، تلتحم كتائب الأقصى، وسرايا القدس، وكتائب القسام، في غرفة عمليات مشتركة، باتت تشكل حالة ثورية نوعية.


وتنشط الغرفة منذ عملية “نفق جلبوع” الذي انتزع عبره 6 أسرى حريتهم، تحضيرًا لما تتوقع أنه اجتياح كبير قادم لا محالة للمخيم وجنين، سيما وأن التهديدات الإسرائيلية باتت علنية وواضحة لهما.

ويخرج الملثمون من الفصائل الثلاثة كل ليلة في الأيام الأخيرة لشن هجمات على قوات الاحتلال، ثم يعودون لمواقعهم، حتى أن حاجز الجلمة بات حسب -شهود- محط هجوم ليلي متكرر.

مصادر خاصة تقول لوكالة “صفا” إن “الجانب الإسرائيلي اشتكى إلى نظيره الفلسطيني بغية وضع حد للهجمات على الحاجز”، مؤكدًا “أن ما يحدث تجاوز كل الحدود”.

وتشير إلى تأكيدهم أن الاشتباكات على الحاجز باتت لا تطاق، محذرة من عملية عسكرية واسعة على جنين بظل تهديدات نقلت من أكثر من طرف لقوى جنين والمخيم.

مصدر في الغرفة المشتركة يشدد لوكالة “صفا” على أن عمليات الغرفة المشتركة جاءت لتشتيت الاحتلال الإسرائيلي أثناء حثه عن مقاومي جلبوع.

ويقول: “يخرج المسلحون ويطلقون النار على قوات الاحتلال وقصاصي الأثر بمواقع تواجدهم لتشتيتهم وإرباكهم خلال ملاحقة من تبقى من محرري جلبوع وهما أيهم كممجي ومناضل نفيعات”.

ويشير المصدر إلى أن عناصر الغرفة في اليومين الأولين للعملية نفذوا عمليات إطلاق نار جريئة بمرج ابن عامر وعلى سياج جدار الفصل العنصري.

وينبه إلى أن هذه المنطقة ذاتها التي كان يتم في الجهة المقابلة منها عمليات بحث، وكذلك في الجانب الآخر من الجدار في الداخل.

ويوضح أن الغرفة أصدرت أكثر من بيان به تهديد ووعيد، مؤكدًا أنها ليست تهديدات فارغة، بل إن الاحتلال جربها في الأسابيع الأخيرة لكنها أكثر عنفًا وحافزية منذ عملية نفق جلبوع.

ويشدد على أن الاستنفار المسلح لا يشبه ما قبله من اشتباكات كانت عنيفة وضارية.

ويشير إلى أن ذلك يتزامن مع تنبه إسرائيلي لوضع جنين بشكل واضح، مؤكدًا أن التحريض عاليًا عليها في صحفه، فعادت مجددًا للتحذير من “غابة من البنادق التي تنتظرهم”.

واستذكرت اشتباكات عنيفة مسلحة اندلعت منذ معركة سيف القدس وحركت المياه الراكدة في الضفة الغربية لسنوات خلت.

أحد مقاومي جنين يؤكد لوكالة “صفا” أنهم يعرفون فارق القوة، لكنهم يعولون على الحاضنة الشعبية التي تصنع الفارق، إذ أن واقعهم لم يعد معزولًا عن الحاضنة كما كان مع حالات فردية سرعان ما اغتيلت.

ويقول: “كان من المأمول أن يصل محرري جلبوع لجنين لصناعة حالة وتوليد أزمة للاحتلال بكيفية التعامل مع مقاومة عنيفة وحاضنة شعبية وأسرى محررين”.

وتشدد مصادر لوكالة “صفا” على أن هذه الحالة مقلقة لعديد الأطراف منها السلطة الفلسطينية التي كانت ستعيش مأزقًا مركبًا لو دخل المحررون لجنين بشكل جماعي وتوفرت لهم الحاضنة الشعبية والمسلحة.

وتوضح أن ذلك يأتي في وقت لا يبعد مقر المقاطعة (تجمع الأجهزة الأمنية) سوى بضع عشرات أمتار عن المخيم، ما كان سيعني تبعات لا ترغب بها السلطة.

وتصاعدت حدّة المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، من مقاومين مسلحين أو شبان يافعين أكثر جرأة منذ معركة “سيف القدس”.

وأثارت هذه الحالة قلق جيش الاحتلال والمراقبين العسكريين، خاصة عندما تقترن بالمواجهة المسلحة.

فخلال اقتحامات لمدينة جنين مؤخراً جُوبهت قوات الاحتلال بنيران كثيفة، ومن عدة نقاط، وعلى يد عدد كبير من المقاومين.

وأثارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الحالة وقالت إن إطلاق النيران في بعض الاقتحامات كان كثيفاً وعلى يد عدد كبير من المسلحين، من مسافة تراوحت ما بين 30 إلى 70 مترًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى