اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

«هستيريا» الدولار تجتاح أسواق الجنوب! (تقرير حسين سعد)

كانت الهزيمة السمة الاوضح، على وجوه اغلب الناس، وكأنهم يكتشفون شيئا جديدا لم يروه من قبل، حيث سيطر الهلع في الداخل وعلى محيا الناس، اللاهثين وراء لقمة العيش من مركز إلى آخر، للاستفسار عن الأسعار وتمحيصها جيدا، قبل الاقدام على شراء حاجياتهم الأساسية، التي زادت خمسة آلاف ليرة على كل قطعة ثمنها دولار أميركي، على وقع هبات الدولار الساخنة. صغار التجار في أسواق مدن وقرى الجنوب، من صور الى النبطية وبنت جبيل، حجزوا دورهم في التريث والانحناء في وجه العاصفة، فأقفل الكثير منهم محاله ،سواء القصابين او المواد الغذائية او الالبسة، بانتظار استقرار للدولار بالحد الأدنى، كون استقراره على المدى المنظور بعيدا كل البعد، انطلاقا من كل المؤشرات الاقتصادية والسياسية والنقدية، وحدهم فئة الصرافين غير الشرعيين المنتشرين في الشوارع زاد صخبهم، وتلقف دولارات المتسوقين القليلين، معظمهم هبط حديثا من الطائرة إلى أرض الجنوب.

في داخل أحدى التعاونيات في مدينة صور، انشغل الموظفون في تبديل الأسعار، على أنواع المعلبات والاجبان، والأرز والسكر والطحينة والزيوت والسكاكر وغيرها، على اساس آخر تسعيرة سوق سوداء للدولار.

وقد سجلت تلك الأسعار في غضون أربعة وعشرين ساعة اكثر من ١٥ بالمئة، فيما تم تسعير كيلو لحم البقر المبرد في ذات التعاونية ب١٥٠ الف ليرة، وهو سعر تم التعامل معه مع بعض الملاحم الكبيرة خارج مدينة صور التي فتحت أبوابها، كون أصحابها يتولون الذبح بأنفسهم.


اسعار خيالية
اما في مدينة صور، التي يقفل غالبية القصابين محالهم يوم الجمعة من كل أسبوع، فقد غابت كليا اللحمة في الملاحم التي تفتح في هذا اليوم، بعد توقف المسالخ عن الذبح، نظرا لتراجع الطلب وارتفاع سعر اللحوم.



وأكد أحد القصابين في منطقة دوار البص ان اللحوم لم تتوفر اليوم (بقر)، فاقدم على ذبح اغنام وباع الكيلو ب ١٧٠ الف ليرة، مؤكدا أن نهار الغد هو الذي يحدد سعر كيلو لحم البقر، الذي يباع منذ أسبوع، بسعر يتراوح من ١٣٠ الى ١٤٥ الف ليرة في الملاحم. .
عند متفرع من شارع السوق القديم في صور، أغلق عبد محل بيع الاحذية الصغير، خوفا من خسائر إضافية تلحق به، جراء الارتفاع السريع في سعر الدولار.

وقال ل “جنوبية” نهار أمس “فتحت المحل بشكل طبيعي، وبعت كميات كبيرة من البضاعة على اساس سعر الدولار ب٢٠ الف ليرة، وأصبح اليوم فوق ال٢٤ ما يعني أن رصيدي البسيط قد تأكل بنسبة لا تعوض”.

صعود الدولار الهستيري، وتزامن مع إضراب الصيدليات في المنطقة، انسحب على كل نواحي الحياة، وكان الشيء المشترك فيها هو القلق من الغد وما بعد الغد.

جنوبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى