بريد القراء

كلام عن والدي والبعاد الاجتماعي وكورونا الوحدة والتوحد

بقلم الاعلامي الشاعر محمد درويش *

أجمل ما في والدي انه كان يتخطاني بخطوات كثيرة رغم انه كان صديقا” كانت مساحة ر بل مسافة حياة وثقافة بيننا من الصراحة

كان يقول لي ابني وكنت اقول له صديقي الوالد

واجمل ما فيه كونه والدي لأنه يعترف اني مختلف

 انا منه  وهو مني غير شكل واهم ما فيه انه كان يستوعب قدراتي على التغيير والانتقال من محطة الى اخرى ومن مكان الى آخر بسرعة البرق الا ان قدماي كانتا على الارض .

. العلاقة اليوم بين الوالد والولد والام والبنت غيرها في الماضي صارت هناك هوة شاسعة ومسافة طويلة عريضة شاقة متعبة من البعد والتباعد رغم ما يسمى بالتواصل الاجتماعي فداخل كل بيت في البلد يوجد تباعد بين افراد الاسرة وتقارب مع الخارج رغبة في البحث عن المجهول عن الجديد عن الصديق القادم من بعيد  انه السراب ،  صدقوني ان ما يحتاجه الانسان صديق من الداخل اي المحك       على سره الشخصي

 ثم ناموس العائلة الضميرالعائلي المجتمع على المائدة وفي المصاعب والمشاكللا فقد  كنا اذا هطلت الامطار نهرع الى البيت الى الحض  الدافىء كنا صغارا وكان  الكبير كبيرا وكان الطفل طفلا اما اليوم فقد تغير كل شيء والكرةالارضية تدور لا مكان للصداقة على المستوى العائلي او الشخصي ان  الآخر عدو الداخل ولا مسافة تجمع الناس لا طلب صداقة  على الفيس بوك ولا شاشة الهاتف او الكمبيوتر اللابتوب او الآي باد او سميه ما تريد

..لأ نه زمن كورونا التباعدي زمن الفصل بين الشخصي والعام من التفكك والانحدار….

 لهذا ومن أجل كل هذا:  اخمدوا نار هواتفكم واضواء وحدتكم

 تعالوا نتحد من جديد مع العائلة مع الأب والام والاخ والشقيق  وابن العم والخال والخالة

..لعلنا نسترجع بعض حياة بعد طول موات وموت وموت حتى نرد على مقولتي التي شاعت واشعت بين الناس مفادها ان :  من مات مات ومن عاش عاش عاش ..

محمد درويش

عضو الحركة الثقافية ومنبر الامام الصدر الثقافي في لبنان *

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى