اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

وعود بهاء الحريري تبخّرت ومرشّحوه تُرِكوا بلا دعم، حركة “سوا” وُلِدت ميتة ومكاتبها على طريق الإقفال

مايز عبيد

من غير الممكن تقييم تجربة بهاء الحريري في السياسة واعتبارها أنها أفضل من تجربة عمر حرفوش. بل ثمة نقاط تشابه بين التجربتين ونقاط اختلاف تفوّق عمر حرفوش حتى في بعضها على بهاء نفسه. فأوجه التشابه تكمن في أن الإثنين أعلنا الظهور الرسمي على المسرح السياسي بعد ثورة 17 تشرين وقدّم كل منهما نفسه على أنه المخلّص للبلد والشعب، ودخلا بازار الإنتخابات وتركا الناس ومرشّحيهما في منتصف الطريق. لكنّ عمر حرفوش يتفوّق بأمر واحد هو وجوده على الأرض يقود حملته الإنتخابية من قلب البلد، بغض النظر عن النتائج.

حركة «سوا للبنان» التي أسسها بهاء الحريري افتتحت قبل أشهر من الإنتخابات مكاتب لها في لبنان، ومن بينها مكتبان في كل من طرابلس وعكار. في فترة افتتاحهما كانت الوعود كثيرة، سواء من بهاء الحريري الذي تحدث في افتتاح مكتب عكار عبر تقنية «زووم» نافضاً يده من مرحلة شقيقه سعد وواعداً بالتواصل المباشر مع الناس، وتحقيق رغبات اللبنانيين وأهالي المنطقة. كان ذلك الحديث اليتيم معهم وكل الوعود تبخّرت ولم تحصل أي زيارة للشيخ بهاء الإبن الأكبر للرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري إلى لبنان وطبعاً إلى عكار. وعن المكاتب وإدارتها، لم تُقدِّم أو تُقدِم على أي نشاط أو مشروع يعتدّ به لأهالي المنطقة، فبقيت الوعود حبراً على ورق. تبيّن من كل ذلك أن الغاية هي الإنتخابات والإنتخابات فقط.

ووفق مصدر مطلع، فإن هذه المكاتب بانتظار انتهاء مدة العقد مع مالكيها الأصليين لتسلمها. ولكن حتى في موضوع الإنتخابات، الإدارة كما يصفها أحد المطّلعين على واقع الحال في عكار، لم تلبِّ الرغبات في التغيير كما صرّح الشيخ بهاء أكثر من مرة، ولم تقدّم أي دعم من أي نوع كان للقوى التغييرية بسبب تعنت صافي كالو مستشار بهاء السياسي، وروجيه إده أيضاً، والنفوذ السياسي لأكثر من طرف في «حركة سوا». في المحصلة، ترك بهاء الحريري مرشحيه وترك لائحة «الإستقرار والإنماء» في دائرة الشمال الثانية، وقد تشكّلت بناءً على رغباته، تواجه بمفردها من دون أي دعم يذكر. حركة «سوا للبنان» باتت اليوم عبارة عن مكاتب خاوية خالية بدليل مكتبيها في طرابلس وعكار. أما قياديوها فيتراجعون وينسحبون الواحد تلو الآخر، فيما بهاء الحريري لم يستطع تقديم نفسه على أساس مشروع وطني عابر للطوائف ولا كقيادة سنية تستطيع وراثة تيار «المستقبل». وعن نشاط «حركة سوا» يؤكد ناشط شمالي مطّلع انها «حركة ولدت ميتة، أما الشيخ بهاء فهو شخص متردد في السياسة وفي اتخاذ القرار، والتردد لا يصنع سياسة. صافي كالو أخطأ من البداية ثم استكمل الخطأ بالإنتخابات ويريد رمي الخطأ كله عند سعيد صناديقي ومحمد قصب وغيرهما. البلد لا يُدار بعقلية فرض الإملاءات ولا من خلف البحار. الناس بحاجة إلى مشروع إنقاذي حقيقي ينطلق من الناس ومن الأرض ويعبّر عن وجع الناس وهذا ما لم تقدّمه «حركة سوا»، وهي لا تزال حتى الآن تائهة في تحديد مهامها ومهام المسؤولين فيها».

وعليه، يمكن القول إن بهاء الحريري لم يستطع أن يُوجد لنفسه موطئ قدمٍ في لبنان، وكل ما قامت به حركته ومن استلم زمامها؛ صرف أموال في غير مكانها، وكان من الممكن لهذه الأموال أن توجد له تلك الأرضية لو أن بهاء تواجد في لبنان وأدار الأمور بنفسه بغير ذهنية وعقلية. وربما هذا هو المطلوب من أجل حجز مكان مناسب على الساحة السياسية في لبنان.

نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى