اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

الحل السياسي أهم من زراعة الفرفحين والبقدوتس (د. أحمد الحاج)

الوادي

خلال جولتي على زملائي وأصدقائي في بعض الأقضية تفاجأت بأن الشئ المشترك بين معظم القرى هو تهافت المواطنين الى الزراعات الحقلية (المنزلية).
ولاني لا اترك اي امر من دون تحليل، وجدت ان النظام اللبناني الحالي أجاز لمواطنيه الحرية في التنقل (الأقل تكلفة) عبر تثبيت سعر البنزين والمازوت مما يجعله ينتقل الى قريته بسعر كيلو من لحم العجل. والحرية الثانية تكمن بتثبيت سعر ربطة الخبز فتصبح الامور على الشكل التالي: “اكل وقلة صنعة” فيبقى “المرعى” الملجأ الوحيد للمواطن كي يشقى بأرضه ويبتعد عن التفكير كيف سينتفض على من سرق وطنه وسرق تعبه من المصارف والصرافين.
اشبّه الحالة اللبنانية الى كوبا فترة انهيار الاتحاد السوفيتي.
كانت كوبا (المناضل الأخير) تحصل على مساعدات بقيمة خمسة مليارات سنوياً وفجأة توقف كل شيئ.
أما كاسترو الثائر ورفضا للامبريالية العالمية تشجع وألقى خطاباً تاريخيًا بما معناه “الموت ولا المذلة” وأمر شعبه بالزراعة المنزلية وتحولت هافانا الى “صحن سلطة كبير”…
بقيت كوبا وبقي شعب كوبا وبقي كل شيئ على ما كان عليه وانهار الاتحاد السوفياتي.
ان ضمة البقدونس سوف تكلّف من زرعها ١٥٠٠ ليرة وحبة الطماطم وان اختلف طعمها الرائع (على زعم من زرعها) ولكن كي لا نصل الى التجربة الكوبية دعونا نعيد التفكير.
الحلول السياسية تبقى اهمّ من الفرفحين والفجل.
قال السيد المسيح:
“مرتا مرتا، انك تهتمين بأمور كثيرة … إنما المطلوب واحد “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى