اخر الاخباربريد القراء

الانتخابات الفلسطينية بقلم سائد عبد العال


أعلن أبو مازن رئس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدعوة لإجراء انتخابات عامة تشمل الرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية، واعتبار أعضائه هم أعضاء في المجلس التشريعي الوطني الفلسطيني، وإضافة لانتخاب ـ أو تعيين ـ أعضاء المجلس التشريعي الوطني في الشتات.
قوبل هذا الإعلان بالتشكيك والترحيب في آن معاً. وخيم مجدداً شبح الانقسام على هذا الإعلان. ولعل أهم منعطفات هذا الإعلان هو أنه جاء عشية تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وكأن هذا الإعلان جاء ليُقدم هدية للرئيس بايدن وأملاً بتحسين العلاقة مع الأمريكيين بعدما دمرها ترامب. فبهذا تكون السلطة الفلسطينية قد وقعت بمطب أو مأزق جديد يصعب الدخول إليه أو الخروج منه.
لأن نقطة الخلاف المركزية هو وجود (حركة حماس) ومشاركتها في الانتخابات ـ التي جرى تصنيفها أمريكياً بما يسمى منظمات إرهابية ـ وهذا الموقف ليس قابلاً للتغيير فلسطينياً لأن حماس من أطياف الحراك الشعبي الفلسطيني وغير قابل للمساومة مع الأمريكيين. وهذا مأزق آخر على السلطة الفلسطينية أن تنتبه إليه. لأن الموقف الأمريكي من حركة حماس مرهون بالموقف الصهيوني ولا يمكن التغاضي عن هذا الأمر.
أما من يذهب إلى الرهان على دعم الدول الأوروبية ومعها الأمم المتحدة التي رحبت بالإعلان، فقد نسوا أو تناسوا أن الدول الأوروبية أعربت عن رغبتها التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة ورغبتها بالارتباط المباشر بالتنسيق مع جو بايدن في المرحلة المقبلة، أي أن الرحى ستدور مرة جديدة لتصب في صالح الرغبة الصهيوأمريكية.
وأما في ما يتعلق بالرقابة العربية لضمان نزاهة هذه الانتخابات، فهي بمنظور الأغلبية هي: رقابة بعض من الأنظمة المسيسة لصالح أمريكا والكيان الصهيوني وهي من تزاحمت للتوقيع على صفقة القرن وقامت بالتطبيع على حساب الشعب الفلسطيني. وهي بذاتها الأنظمة البعيدة عن الديمقراطية ولعبت دور القومية والوطنية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
يبدو المشهد العام لإعلان الانتخابات مشجعاً لكنه معطل لإجراءه فعلاً تبعاً للمواقف الدولية لما سبق من حركة حماس ومشاركتها في أي حكومة، إننا ونحن نرحب بهذه الدعوة كونها تشكل مرحلة مهمة في إنهاء الصراع الفلسطيني، وإعادة تجديد القيادة الفلسطينية، وبما يسهم بتوحيد كل القوى الفلسطينية، وبتمتين جبهة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني والتصدي لسياسات الاحتلال العنصرية ضد شعبنا الفلسطيني، سواء منها مواجهة الاستيطان أو المصادرة والاعتقالات والاقتلاع وفي مواجهة صفقة القرن وتحرير القدس ووقف مخططات التهويد.. الخ من سياسات الاحتلال التعسفية والعنصرية. ولكننا ايضا متخوفون من ادارة الرحى لتصب في صالح الكيان الصهيوني وإضفاء الصفة الشرعية له.
مما يدفعنا من هذه الحتمية إلى ضرورة فسح المجال لكل القوى والمؤسسات والأطياف الفلسطينية التي تؤيد وتعتمد نهج المقاومة بكل أشكالها، فهي الوسيلة الوحيدة التي سترغم العدو الصهيوني على التوقف عن هذه الممارسات. وتفتح المجال أمام شعبنا في تقرير مصيره على أرضه الفلسطينية.
كما نأمل أن تتجاوز القوى الفلسطينية المهيمنة على القرار الفلسطيني، والابتعاد عن نهج المحاصصة الفلسطينية ولاسيما في هذه الأوقات الحرجة.
آملين أن تشكل هذه الانتخابات مفصلاً متقدماً للحياة السياسية الفلسطينية وفرصة لا تعوض لإنهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وبما يخدم ويحقق أهداف النضال الوطني الفلسطيني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى