اخر الاخباربريد القراء

اغتيال الجنرال سليماني وتأثيره الكبير في خسارة ترامب للانتخابات الرئاسية الاميركية…. (بقلم حسين هادي خليل)

مما لا شك فيه ان عملية اغتيال قائد فيلق القدس و العسكري الايراني الاول الجنرال قاسم سليماني كان لها أثر كبير في مجريات الاحداث في المنطقة اذا انها جرًّت الولايات المتحدة الى ارتكاب جريمة اغتيال علنية و مباشرة مما يعتبر سابقة في عالم الاغتيالات السياسية بالعالم بحيث قامت الدولة العظمى بعملية اغتيال مباشرة لجنرال بحجم قاسم سليماني دون استخدام اي من وكلائها في العمليات القذرة والتي عادة ما كانت تستخدمها لتصفية صراعاتها السياسية
ومن دلالات هذه الجريمة المباشرة هي ضعف و هشاشة الادارة الاميركية اي الهشاشة السياسية التي تعاني منها ادارة ترامب اذ ان الاداء السياسي كان يلفه الارتباك في كيفية معالجة الكثير من الملفات السياسية حول العالم بدءاً بالعراق مروراً بسوريا ولبنان و اخيرا فلسطين المحتلة و صفقة القرن بحيث ارادت اميركا بالقتل ان تبعث برسالة قوية لكل القوى العالمية بأنه هذا مصير كل من سيقف بوجه المشاريع التوسعية والغطرسة الاميركية في العالم بحيث ارادت بهذه الرسالة القول بأنة لاخطوط حمر لأميركا عندما يتعلق الامر بمشاريع اميريكا ومصالحها الاقتصادية في العالم .
نعم فقد فعلها ترامب واغتال سليماني القائد الفذ الذي تجرأ على السفارة الاميركية في بغداد والذي كان المخلب الذي انقض على داعش و التي هي عنوان ورأس المشروع الاميريكي في المنطقة بحيث ارادت اميريكا من خلالها السيطرة على المقدرات الاقتصادية الهائلة في المنطقة من النفط والغاز والتي برأيي تفوق بأهميتها مسألة حماية وأمن اسرائيل لأنها تشكل ضمانة سيطرة الولايات المتحدة على العالم لعدة قرون من الزمن لهذه الاسباب فعلها هذا التاجر المجرم ولكنه نسي ان القتل هو آخر خيارات الضعفاء وكانه قال لقد اوجعتنا يا سليماني و فشلنا في الكباش السياسي معك لذلك سنقتلك وقدظنوا بذلك بأن تلامذة سليماني سيصيبهم الوهم و الضعف فأقدموا على فعلتهم و لكن رياح ترامب لم تجر كما اشتهت سفنه بحيث تماسك محور سليماني بسرعة و امتص الضربة وهذا ماديدل على قوة سليماني ذاته بحيث استطاع بناء المحور على قاعدة العمل المؤسساتي الذي لا ينهار عند حدوث اي زلزال بنيوي في حين ان ترامب دخل في مأزق داخلي قوامه كيفية تلميع صورة الولايات المتحدة في العالم بعد عملية القتل هذه فقد حوَّل ترامب الدولة العظمى في العالم الى قاتل مأجور او متستر عن جريمة و راعيها كما حصل مع قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي وإلى دولة التاجر المقامر الذي يبتز و ينفذ رغبات من يدفع وما صفقة القرن سوى دليل على ذلك حيث انها تعتبر صفقة فاشلة لأنها اخذت الى التطبيع العلني الدول المطبعة في الاصل والتي لم يكن لديها اي وزن اصلا في تاريخ الصراع العربي مع اسرائيل كل هذه الاخطاء في السياسات و سياسة التجارة ادت الى حصول هذا الصدع الداخلي في البيت الاميركي حيث فشل ترامب في الحصول على التأييد الشعبي الاميركي والذي عاقبه على تحويله اميريكا من دولة القوة والحضور السياسي الفاعل الى دولة التجارة .و المقامرة والقتل المأجور مما ضعضع مكانة اميريكا في العالم اضافة الى فشله في معالجة وباء كورونا و الذي فتك بالاميريكيون الامر الذي اظهر عدم الجهوزية في مواجهة التحديات الداخلية الكبرى فدفع جزء كبير من الشعب الاميركي الثمن فكان الحدث الموجع لترامب بأن اخرجته سياساته الحمقاء من البيت الابيض في حين فتحت الابواب امام منافسه جو بايدن والذي سيحاول اعادة الصورة و الحضور السياسي القوي و الفعال لأميركا حول العالم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى