اخر الاخبارمحليات

محاضرة للدكتورة زينب يوسف ” مسؤولة اﻵنشطه العامة في ادارة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى




” الحوراء الإنسية “
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي نجتمع اليوم في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة، سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، بنت خير البرية وخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، والتي هي من أصحاب الكساء.
وتستوقفنا بعض أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في حق ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله): “فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني” ، “فاطمة هي روحي التي بين جنبي”.
فهذه الأحاديث ليست مجرد إشارة إلى حب الله ورسوله للسيدة الزهراء (عليها السلام)، وإنما هي دعوة للاقتداء بها امتثالاً لقوله تعالى : “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر”، فالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) عندما عبَّر عن ابنته (عليها السلام) بأنها بضعة منه وروحه التي بين جنبيه،
فقد جعلها مثالاً يجب أن تقتدي به كل النساء سواء على مستوى العبادة والقرب من الله أم على مستوى التعامل مع المجتمع، ومثالاً للمرأة العالمة والمعلمة والمقاومة على مر التاريخ.
فالإسلام حثّ المرأة على التعلم، لأن العلم في الإسلام يحتل مكانة عالية ورفيعة، فهو فرض لازم على كل مسلم ومسلمة، من هنا نرى قوله تعالى: “يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين آتوا العلم درجات” ، فمن الواجب تعليم المرأة وتفقيهها في دينها، وهذا ما يساعدها على تأدية دورها على أكمل وجه كأم وأخت وزوجة وابنة، ويحصنها من حملة التضليل والتحريف التي تستهدف مكانة المرأة ودورها ومهماتها في مجتمعنا المعاصر، خصوصاً في ظل الانفتاح على العالم الخارجي والاتصال به، من خلال تطور تكنولوجيا التواصل والاتصال.
ولا بد لي أن أشير هنا الى بعض مخاطر هذه الوسائل، حيث تقوم ببث قيم وتقاليد مغايرة لقيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا من خلال الدعايات والقصص والأفلام والمسلسلات، وهذا ما يمنع المرأة بشكل عام من القيام بدورها كمربية ومعلمة للأجيال، بحيث يوجهها الى نواحٍ أخرى من خلال التركيز على مظهرها الخارجي فيخدعها لتتخلى عن حيائها وعفتها ، فيستغلها ويجعلها سلعة رخيصة في خدمة إعلاناته ومنتوجاته.
وهنا تبرز أهمية التمسك بنهج الرسول محمد (ص) وآل البيت (ع) الذين على التعلم واكتساب العلم، فإذا أخذت فإذا أخذت المرأة قسطاً وافراً من العلم الديني، فإنه يشكل لها سداً منيعاً في وجه الإيحاءات والتأثيرات السلبية التي تقودها إلى الدمار والخراب، فالمرأة المتعلمة والمتفقهة في دينها تقوم بدورها على أكمل وجه كأم أو أخت أو زوجة أو ابنة في صيانة المجتمع من الانحراف، فلا بد من تعليم المرأة وتثقيفها في مدرسة السيدة الزهراء (عليها السلام) لمواجهة كل أنواع التفكك القيمي والأسري والتحلل الأخلاقي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى