اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

راح أسد الدوير وحلّال مشاكلها

رمال جوني

رحل مصلح الدوير، فحسين رمال كان أسد الدوير، زارع البسمة على وجوه الفقراء، تخبر ورقة الاسماء الملطخة بدمائه والتي عثر عليها في جيبه بعد وفاته، حجم المساعدات التي كان يقدمها للفقراء، من ادوية ومال وغذاء وغيرها، بابتسامة، كان حلال المشاكل، يحضر بسرعة البرق لمعالجة اي إشكال او خلاف يقع، الخدوم الذي لُقب «بحسين البرق» رحل برصاصة غدر قاتلة، اثناء محاولته فض الاشكال الذي وقع في الدوير قبل اسبوع، ومعه رحلت البسمة عن وجوه محبيه الذين ما زالوا في حال من الصدمة.

ما زال جرح الدوير مفتوحاً، الجريمة ما زالت ماثلة امام اهالي البلدة، لم يصدقوا حتى الساعة ما حصل، فهي سرقت حسين رمال الآدمي، أسد الدوير كما يطلقون عليه، الشاب الاربعيني الذي رحل بـ «غمضة عين» اثناء محاولته فض الاشتباك الحاصل بين القاتل احمد قانصو والضحية اسامة قبيسي، غير ان الموت كان اسرع، فرصاصة من سلاح m16 الذي كان يحمله القاتل قانصو أصابت قلب حسين فمات على الفور…

في منزل الكائن في بلدة الدوير، صورة عملاقة له تستقبل المعزين، «الشهيد المظلوم» عبارة دونت على الصورة، تحمل الوالدة المفجوعة صورة ابنها الصغير المدلل، فهي تفتقده، اعتادت ان يزورها كل صباح لتناول طعام الفطور معها، غير ان حسين غَيّـر عادته، لم يزرها منذ اسبوع، لم يبق منه سوى الصورة التي تحملها، حالتها يرثى لها. ما تريده «معاقبة المجرم»، تردد كلمة واحدة «بدي المجرم يموت…»

حال من الصدمة ما زالت تخيم على عائلة حسين، خيوط الجريمة ما زالت مبهمة، الحقيقة الوحيدة ان هناك مجرماً واضحاً يدعى احمد قانصو وابنه وضحيتين حسين واسامة قبيسي، لم تتكشف خيوط الجريمة ولم يرشح من التحقيقات اي جديد، يحاول شقيق حسين، مصطفى رمال ان يضع النقاط على حروف الجريمة، يؤكد ان المجرم يجب أن يُعدم، والا سنأخذ بثأرنا ولو بعد اربعين عاماً، يعز على مصطفى ان يتحوّل حسين الى ذكرى وصورة، الشهم، رجل الخير، زارع البسمة على وجوه الفقراء رحل فرق عملة، يبكي بحرقة، وهو يقول «كان سند العائلة وسند كل فقراء الدوير، القاتل لم يُيَتم فقط عائلته بل يتّم عائلات كثيرة».

يروي مصطفى القليل عن حسين ابن الـ45 ربيعاً، الاب لابنتين وصبي عمره عام ونصف»، كان يملك معملاً لتكرير المياه، كان صديق الكل في البلدة، «ما كان يزعل حدا منه» يقول مصطفى وهو يحاول ان يلملم جراحه دون جدوى «كيف بدنا ننسى حسين، ليش حسين بينتسى، ما حدا بيقدر ينسى الآدمي» ، وأكثر يقول «لا خلاف لحسين مع احد حتى القاتل كان صديقه، فكيف قتله؟ كيف صوب سلاحه على قلبو؟». واكثر يقول «يجب اعدامه، غير اننا لا نثق بالقضاء لانه غير منصف وقراراته غير عادلة». ومع ذلك يقول «ناطرين القضاء ياخذ بحقنا والا سنأخذه بأيدينا».

يراقب اولاد حسين المعزين، لا يعرفون ان والدهم رحل، يبكي علي الابن الاصغر يريد والده، تحاول الام تهدئته دون جدوى، فهو متعلق بوالده كثيراً، حتى انه جال بهم لبنان قبل نهار واحد من الجريمة، وكأنه كان يشعر انها الرحلة الاخيرة له برفقه عائلته، تلتزم زوجته الصمت، حالتها يرثى له، لم تصدق ان رفيق حياتها اصبح في عالم آخر، وان القاتل ما زال على قيد الحياة، يقول مصطفى إن «مطلبنا الاساسي الاعدام ليكون عبرة للجميع، ولنوقف بحر الدم في البلدة»، يؤكد ان «الكل يعمل على التهدئة، وان لا خلاف مع عائلات الدوير خلافنا فقط مع المجرم احمد قانصو وابنه».

بحرقة يقول « كسرلنا ضهرنا» بي الكل مات، لافتاً الى ان حسين كان حالة نادرة لن تتكرر في الدوير، لن يكون هناك آدمي مثله يغدق الكثير على الفقراء بابتسامة، يداوي المرضى بشرائه الادوية لهم، كيف بدنا نصدق ونستوعب انو ما بقى حسين معنا؟ كتيير صعبة».

حتى الساعة لم يرشح اي جديد من ملف الجريمة البشعة التي ارتكبها احمد قانصو في الدوير قبل اسبوع، وفق المعلومات فإن الاجهزة الامنية فككت كل الكاميرات المحيطة بمكان الجريمة، ويخضع القاتل للتحقيق لدى فرع المعلومات في بيروت، وبحسب المعلومات فإن حسين اصيب برصاصتين واحدة في القلب واخرى في اليد وانهما من نوعين مختلفين، وتضيف المعلومات أن التحقيقات تنتظر تقرير الطبيب الشرعي ليحدد سبب الوفاة واي رصاصة كانت القاتلة. وسط مطالبات بإنزال حكم الاعدام بالقاتل لانه كما يقول الاهالي «شبعنا جرائم»، وهنا يعلق مصطفى «ليش السلاح، حسين كان يحل المشكلة بالحكمة».

بانتظار ما سيرشح عن القضاء، ستبقى جريمة الدوير معلقة على نار حامية، رغم كل مساعي التهدئة وضبط النفس، الا ان لا شيء يبرد الجريمة سوى الاعدام فهل يفعلها القضاء لينهي مسيرة جرائم متعددة عاشتها الدوير ام يؤسس لمرحلة جديد من المشاكل واستخدام السلاح فيها. نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى