اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

بوادر الإنفجار بدأت تظهر… والجوع يُحرّك الشارع

مريم سيف الدين

بدأت الاحتجاجات العودة إلى الشارع مدفوعة بانخفاض قيمة الليرة وتآكل مداخيل المواطنين. في وقت تحاول فيه جهات سياسية تصنيف التحرّكات بنيّة إفشالها. فاندفع مواطنون إلى الشارع متجاوزين تعاميم السلطة وأوامرها، واعتصموا في بعض الطرقات وحاولوا إقفال بعضها، فيما سارعت القوى الأمنية، من جيش ودرك، للعمل على منع إقفال الطرقات وإعادة فتحها. وعلى الرغم من إقتصار الإقفال على بعض الطرق ولفترات محدودة، سارع وزير الصحة، حمد حسن، لابتزاز المواطنين بصحتهم. فأعلن الوزير “إرجاء حملات إجراء الفحوص من عينات في مختلف المناطق، التي كانت مقررة أمس، إلى اليوم بسبب اقفال الطرق”. وفات الوزير أن آلاف المواطنين ما عادوا يأبهون لاحتمال إصابتهم بكورونا، فيما بات الجوع واقعاً، وأن التخويف قد لا ينفع سوى مع من يمتلك رفاهية الوقاية.

وفيما عاد وسم #لبنان- ينتفض ليتصدر على “تويتر” ويكون الأكثر استخداماً في لبنان، تعمّد مغرّدون آخرون استخدام وسم #7_أيار للتعبير عن شعورهم بفائض القوة والاستعداد لاستخدام السلاح ضد اللبنانيين الذين يختلفون معهم في السياسة، مهددين السلم الأهلي. ولم يتردد بعض هؤلاء في عرض صور سلاحهم مرفقة بالتهديدات والتأكيد على الجهوزية.

مجموعة من الثوّار في ساحة الشهداء (فضل عيتاني)

في حديث إلى “نداء الوطن” يرى فادي كنج، من مجموعة “ثورة مستمرة”، أن الحكومة قد كشفت عن وجه “قد يكون أشرس من الحكومات السابقة لأنها لم تلتفت إلى الشعب اللبناني ولا إلى الأمن الغذائي والاجتماعي ولا إلى عملية التغيير السياسي، وهي تمثل الحكومات السابقة بأسماء مختلفة”. ورداً على قرار وزير الصحة، يقول كنج إن “التحركات قد تكون أكثر عفوية مما يعتقد الوزير لأن الناس لم تعد تجد ما تأكله”. ويبدو أن الكثير من المنتفضين باتوا يراهنون على أن الواقع المرير سيدفع بالمواطنين للإنقضاض على السلطة. وهو ما يعبر عنه كنج بالقول إن “الحليف الأول لهذه الانتفاضة هو الجوع. السلطة السياسية لا تنتج حلولاً، ولا تملك خيار الاستدانة. الجوع حليف الشعب من أجل إنتاج تغيير حقيقي ونظام سياسي يقوم على الحريات والعدالة الإجتماعية”. من هذا المنطلق يرى الناشط، كما كثيرون غيره، أن ما يحصل سيؤدي إلى ثورة على النظام الذي ينتج السلطة نفسها بأسماء مختلفة.

نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى