اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

تفاؤل هوكشتين لا يبدّد الغموض | أسبوعان للحل أو المواجهة العسكرية

خُلاصة اجتماع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين مع الرؤساء الثلاثة في بعبدا كانت «لا أبيض ولا أسود». انتزعَ لبنان، بعد تهديد المقاومة لإسرائيل، تراجع العدو عن المطالبة بتعويض مالي عن حقل قانا أو التنقيب في حقول مشتركة.
 
لكن الضيف الأميركي أكد أنه لم يحصل على موافقة إسرائيلية أخيرة على الطرح اللبناني، مؤكداً أن بلاده «مصرة على استكمال الوساطة وإنجاز الاتفاق».

ولّدت هذه الوقائع حذراً من أن تكون الرمادية التي اتسمّ بها حديث الوسيط تنطوي على مزيد من التسويف، في انتظار ما سيحمله الأسبوعان المقبلان، وهي المدة التي حدّدها لبنان للحصول على جواب: فإما حلّ أو شرارة تصعيد.
 
وفيما غادر هوكشتين إلى إسرائيل ليلاً عبر الناقورة، أُعلن أن مجلس الوزراء السياسي والأمني (الكابينت) الاسرائيلي سيناقش الاربعاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان

ليسَت المرة الأولى التي يزور فيها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بيروت، كما أنها ليست المرة الأولى التي يُعرِب فيها عن تفاؤله باقتراب الوصول إلى اتفاق خلال «أسابيع»، مُعلناً عن استعداده للعودة إلى لبنان.
 
غيرَ أن ما أحاطَ بمحطته التي ختمها أمس، من رسالة المسيّرات الثلاث فوق «كاريش»، وصولاً إلى «فيديو الساعة 11» الذي بثّه الإعلام الحربي، نتج منه تقدمّ، اختصرته مصادر سياسية بارزة بـ «سحب الوسيط الأميركي كل كلامه السابق عن التعاون في الحقول المشتركة والتنقيب المشترك وتقاسم الحصص والأرباح عبر شركة واحدة تعمل على الحدود».
 
أما كل ما تبقى، فوصفته المصادر بـ«الرمادي»، إذ أكد هوكشتين أنه «لم يحصل على موافقة إسرائيلية على المطلب اللبناني، لكنه سيسعى لذلك في الأسابيع المقبلة»، متسائلة: «لماذا أتى إذاً؟».
 
وقالت مصادر مطلعة إنه «لم يفعل، بل صرّح بأنه لم ينتزع موافقة إسرائيلية نهائية على الطرح اللبناني». وأضافت أنه «تمّ إبلاغ الوسيط أن الوقت يضيق»، واتفِق على أن يتمّ حسم الأمور خلال عشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير». وبعد الاجتماع، أرسل هوكشتين اثنين من أعضاء فريقه إلى السفارة الأميركية في بيروت لكتابة محضر الاجتماع وإرساله فوراً إلى كيان العدو.
 
وقالت المصادر إن «لو كانَ الجو إيجابياً فعلاً لسرّع وتيرة التفاوض وعاد إلى تل أبيب ومن ثم إلى لبنان خلال أيام، وليس أسابيع».


وقال أكثر من مصدر متابع إن «هذا الحذر مرده وصول أكثر من رواية نُقلِت عن الاجتماع، منها ما أكد أن هوكشتين تحدث عن مطالبة إسرائيلية بالحصول على البلوك 8 أو جزء منه، وأخرى نفت الأمر كلياً وكأن هناك مناورة ما».
 
ومن ضمن الروايات التي كشفتها مصادر بارزة أن «إسرائيل تحاول ضمان ما تعتبره حقوقاً اقتصادية تعود إليها، تقع بالتحديد في البلوكات 4 و6 و7 و8 الإسرائيلية.
 
وتوجد هذه البلوكات في محاذاة الخط 23 تماماً، ويعرضها العدو حالياً على دورة التراخيص الرابعة».
 
وبحسب خبراء يُريد العدو الإسرائيلي جزءاً من البلوك رقم 8، لـ«تحرير بلوكاته» من أي تأثير جيولوجي لبناني مستقبلي محتمل، ولكونه يعتقد أن تلك البلوكات لها امتدادات في البلوك 8 اللبناني.
 
من جهة أخرى، يستبق العدو أي استكشافات لبنانية في البلوك رقم 8 من خلال حجز حضور له، ويحاول منذ الآن الاستحصال على النسبة الأكبر من موقع البلوكات لاستخدامها لاحقاً في حال تم اكتشاف وجود تداخل بين البلوكات النفطية، وهو يدّعي أن له حقاً اقتصادياً في البلوك 8، لطبيعة اتصال تلك البلوكات مع أخرى موجودة في البلوك المذكور، كحالة جنوب كاريش وشمال كاريش بالنسبة إلى الخط 29.

وأضافت أن «لبنان طرح سلسلة أمور على هوكشتين، من بينها إصدار إعلان إسرائيلي رسمي بأن حقل قانا يعود للبنان بالكامل، فيما يبقي على المواد الخلافية الأخرى مطروحة للنقاش بها على طاولة المفاوضات غير المباشرة التي طالب لبنان بالعودة إليها خلال أسبوعين»،
 
لكن هوكشتين «لم يبد موافقة على العودة إلى الناقورة إلا بعد إنجاز الاتفاق لتثبيته أو توقيعه، على أن يستكمل هو جولاته المكوكية».
 
وأكدت المصادر أن «ما حصّله لبنان لم يكُن، لولا دخول المقاومة على الخط والتهديدات التي أطلقها نصرالله».

الأخبار


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى