اخر الاخبار

كورونا لبنان إلى أين؟… أميركا أو الصين!؟

هتاف دهام

في لبنان كل الطرق تؤدي الى التعثر في حل الملفات والازمات حتى البسيطة منها؛ فمؤشرات ذلك لا تخفى على أحد في الداخل والخارج، ومرد ذلك جريا على العادة المزايدات وتصفية الحسابات، فحتى جائحة كورونا لم تنجح في الفوز على “النعرات الوزارية”، فالحد من انتشار هذا الفيروس يكاد يضيع في زواريب المزايدة والتسابق بين اصحاب المعالي المعنيين بضبط الوضع الراهن بدليل الارتفاع المتواصل في أعداد الاصابات والوفيات، والذي يمكن ان يصل أحيانا إلى ضعف أو ثلاثة اضعاف العدد الوارد في تقرير وزارة الصحة وفق ما يقول المتابعون لهذا الملف من اطباء واختصاصيين.


لا شك في ان اعداد الاصابات في معظم دول العالم هي في ارتفاع مستمر ولو ان حدة الفيروس اختلفت بفعل هيكليته التي أصبحت اضعف، بيد أن انتشار كوفيد 19 عام 2021 سيبقى مستمرا في العالم اجمع وفي لبنان، يقول نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) والمتخصّص في علوم الجزيئيّات الذرية والنانوتكنولوجيا الدكتور محمد حمية لـ”لبنان24″، مع تشديده على أن الاعداد المعلنة للاصابات تبقى أقل من الأعداد المصابة فعليا، ومرد ذلك عدد الفحوصات المخبرية التي لا تزال دون المستوى المطلوب، هذا فضلا عن أن بعض الإصابات تعتمد على المناعة الذاتية للشفاء ولم يتم رصدها أو لحظها.
من هذا المنطلق، فإن الدراسة التي اعتمدها حمية على الواقع اللبناني تشير الى تخطي عتبة 75 الف إصابة في شهر كانون الأول المقبل، وهذا يعني أنه من الممكن الوصول الى مئة ألف إصابة تراكمية نهاية هذا العام، ليستكمل عداد الاصابات في العام المقبل ولو تفاوتت النسب.

وعليه، فإن التخبط الحاصل في الوزارات مرده أن المعنيين يعتمدون على التجارب في المجتمعات الغربية او الشرقية على سبيل المثال وليس على الدراسات العلمية التي من شأنها أن توصل الى الغاية المنشودة، وهنا يغمز حمية من قناة اعتماد بعض الوزراء والمعنيين بملف كورونا على عدد محدد من المستشارين الذين لا علاقة لهم بحقائق الفيروسات وانتشارها، الامر الذي أوصل البلد الى الهاوية، فكان الفشل في إدارة الأزمة سيد الموقف، مذكرا بأنه دعا وعدد من الاختصاصيين في هذا المجال وزارة الصحة وهيئة إدارة الكوارث الى اعتماد النسبية في الأعداد لمقاربة الحالات في لبنان، بيد أن الاستجابة أتت متاخرة بسبب حالة الاستكبار التي تطغى على الطاقم الاستشاري لدى الوزارات المعنية، مع إشارة حمية إلى أن من يريد الحد من تفشي كوفيد 19 يأخذ بنصيحة العلماء ولا يحتكرالقرار ويتلهى بالتجاذبات.

من هنا يقول حمية، إن فحوصات كورونا يجب تجري على المصاب والمخالط، لكن في لبنان تخطت الفحوصات في بعض الاحيان الواقع الصحي لتصل الى الهدف التجاري، وهنا يتحمل الجميع المسؤولية، فأحد من المعنيين لم يعط تفسيراً واضحاً وصريحا للفحوصات المغلوطة التي تصدر عن بعض المختبرات، وهو الأمر الذي خلق شكا عند اللبنانيين بصحة هذا الفحص، خاصة وأن بعض الاطباء لمحوا في الاونة الاخيرة الى أن فحص الـPCR الذي يجري هو لكورونا، وليس لـ كوفيد 19 الذي يعتبر من سلالة كورونا.

اذا كورونا سيرافق اللبنانيين في الشتاء، فاللقاحات التي يحكى عنها في الخارج(روسيا – الولايات المتحدة، الصين..) لن تبصر النور قبل الربيع المقبل وهي ستبقى عرضة للنجاح والفشل نسبيا بين بلد وآخر، وبالتالي المطلوب من اللبنانيين التأقلم مع الفيروس بذكاء واعتماد استراتيجية “اي مواطن هو مصاب”من أجل اجتناب العدوى وتلافي نقلها في الوقت عينه، خاصة وأن الدراسات أثبتت حتى الساعة أن بقاء الفيروس في الهواء هو لنحو ثلاث ساعات بفعل عامل الجاذبية في الاماكن المغلقة في حين أن أية دراسة لم تشر لبقاء الفيروس في الهواء الطلق فترة طويلة.

وعليه، فإن جدوى القرارات المتصلة بهيئة إدارة الكوارث لم تكن على قدر المستوى المرجو، وقرارات إقفال البلد بشكل كامل تارة وفي بعض المناطق تارة أخرى تكاد تكون فاشلة، يؤكد حمية، فهي لم تثبت نجاحها على الإطلاق بدليل ما وصل إليه الوضع في لبنان، الذي لا تشبه سياسته الصحية اوروبا، الأمر الذي يقود إلى القول إن أداء وزارة الصحة لا يزال مبهما، ومتخبطا ويسوده الإرباك، ولذلك فإما أن يعلن المعنيون في الوزارة الذهاب نحو تطبيق النموذج الأميركي أو الذهاب الى تطبيق نموذج وهان، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.

لبنان ٢٤

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى