اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

الأخبار: القوات تسطو على ذكرى انفجار المرفأ

كما كانَ متوقعاً، لم تسلَم الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت من محاولات بعض الجهات استغلالها وتوظيفها في إطار سياسي ــــ فتنوي يستهدف ح-زب الله. وقد تصدّرت القوات اللبنانية مشهد «التشبيح» في عدد من المناطق، حيث حاولت افتعال الإشكالات عبر الاعتداء بالضرب على مجموعات مشاركة في الذكرى أو إطلاق شعارات تحريضية تحمّل الحزب وإيران مسؤولية الجريمة. وانضم إليها بعض القوى من فريق 14 آذار، بأسلوب يعيد إلى الذاكرة مرحلة ما بعد 2005.
 
لا تتوقّف «القوات اللبنانية» عن ممارسة الانتهازية السياسية. هي نفسها التي سارعت بعد اندلاع انتفاضة «17 تشرين» إلى الاستقالة من حكومة الرئيس سعد الحريري وركوب موجة الانتفاضة واستغلالها خدمة لأجندتها، عادت وتسلّلت أمس إلى المجموعات المشاركة في الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت. لم تغيّر القوات من عاداتها. يطغى طابِع الميليشيا والتشبيح على كل محاولات «التمدّن». حاولت مراراً أن تكتسي ثوبَ المعارِض في تقديم نفسها خارج الطبقة السياسية، وجهِد رئيسها سمير جعجع لإظهار نفسه بعيداً عن موبقاتها.

 
مِن تلّته في معراب، أراد أن يُحرّك بيادق «القوات» في شوارع بيروت، كما لو أنه في عداد المُسعفين، المتضرّرين، الجرحى، ووكيل عن ضحايا سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم. هو الذي خبِر كيفية المتاجرة بالدم، ويعرِف كيفَ يقطف ثمار الانهيار والتدهور لصرفها في حسابات انتخابية. إن مِن خلال تصويب سياسي يستهدف «العهد» وح-زب الله أو من خلال افتعال إشكالات يستعيد من خلالها مشهد القوات بالبزّة الزيتية، من أجل شدّ العصب المسيحي وإعادة إعلاء منطق الميليشيات.

 
ما فعلته القوات أمس وسابقاً، كانَ لزوم الحسابات الداخلية الضيقة. لكنه في الوقت ذاته، يحمل وظيفة أخرى مرتبطة بسياقات إقليمية ودولية. يُريد جعجع دوماً تقديم أوراق اعتماده إلى رعاتِه الخارجيين، ولا سيما المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
 

وللنجاح في هذه المهمة والتقدّم على الآخرين، ليس له سوى إلباس ح-زب الله وإيران من خلفه جريمة المرفأ، من خلال خطف أي تحرك وتوظيفه في حرب المواجهة التي يقودها.
 
وكانَ واضحاً أمس، اختراق محسوبين على القوات للمجموعات التي أتت من مناطق مختلفة وتجمعت بشكل مركزي قرب المرفأ. وقد تصدر مشهد الاعتداء على المشاركين في الذكرى، حيث تهجّم عدد من القواتيين على ناشطين بالقرب من تمثال المغترب بعدما طلب عدد من أهالي الضحايا رفع العلم اللبناني فقط. كما افتعلَ هؤلاء عدداً من الإشكالات في شوارع الجميزة ومار مخايل، وحاولوا قطع الطريق على ناشطين وبعض المجموعات، فيما حصل اشتباك بينهم وبينَ الحزب الشيوعي بالقرب من مخفر الجميزة، تدخلت على إثره القوى الأمنية وأطلقت النار في الهواء، وقد نجم عن هذا الحادث ما يزيد على عشرة جرحى. وقد سمِع في المحيط دويّ رشقات نارية.
 
وجرى التداول بفيديوات قيل فيها إن مصدر الطلقات هو مكاتب للقوات في المنطقة، فيما أظهرت فيديوات أخرى جنوداً من الجيش يطلقون النار في الهواء لتفريق المتعاركين. وبينما استعادَ القواتيون شعاراتهم الميليشيوية والطائفية السابقة، انضمت إلى القوات مجموعات أخرى من بقايا 14 آذار، وحملت شعارات سياسية ضد ح-زب الله وإيران للتحريض ضدهما وإلصاق تهمة جريمة المرفأ بهما.


وقد لاقت الرياض أدواتها في لبنان، وشاركت في الذكرى من خلال تصريحات فتنوية تحريضية ضد الحزب، إذ قال وزير خارجيتها فيصل بن فرحان أمس في تصريح لوكالة «رويترز» إن «إصرار ح-زب الله على فرض هيمنته سبب رئيسيّ لمشاكل لبنان»، وحثّ «السياسيين اللبنانيين على مواجهة سلوك الحزب».

الأخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى