اخر الاخبارمحلياتهام

أسواق طرابلس نتيجة الإقفال لأربعة أيام: “جُمعة العيد طارت”

مايز عبيد

يتعاطى الطرابلسيون، خصوصاً أصحاب المحلات التجارية، مع قرار الحكومة بالإقفال التامّ لمدة أربعة أيام وقد سرى اعتباراً من الأمس، على مضض، وأقدم البعض على فتح محلاته، غير آبهٍ لا بقرارات ولا بغيرها، فعليهم التزامات وأقساط ومصاريف، فمن يعوّض كل هذه الخسائر؟

التعبئة العامة المفروضة منذ أشهر بسبب “كورونا”، وقبلها الخسائر التي خلّفتها الثورة بسبب إقفال الطرق، جعلت اقتصاد المدينة المتهالك، يترنّح الى حدّ السقوط التامّ. وإذا ما أشرنا إلى أن اقتصادها يقوم على أسواقها، وأنّ حركة هذه الأسواق تعتمد بشكل أساسي على الجمعة الأخيرة من رمضان، أي الأسبوع الأخير الذي يسبق عيد الفطر ويدخل ضمن مدة الإقفال المفروض لمدة 4 أيام متتالية حتى مساء الأحد 17 الجاري، فإنّ التجّار وأصحاب المحلات في الأسواق الطرابلسية مقبلون على كارثة حقيقية، وهم يعيشونها في الأصل، ومنذ مدة.

عمر طبال، صاحب محلات طبال للأقمشة والملابس في سوق الصاغة، يشرح وضعه لـ”نداء الوطن” فيقول: “نحنا فاتحين لنبقى عايشين بس، بكل الدول فرضوا الإقفال وعوّضوا على الناس بما يكفيهم إلا عندنا، يريدون منّا أن نقفل ونجلس في البيوت وعلينا إيجارات السكن ومصاريف من كل اتجاه، ولا أحد يسأل”.

السوق العريض: إلتزام جزئي

في السوق العريض، بعض المحلات فتحت أبوابها وبعضها الآخر التزم الإقفال، وانسحب الأمر على كل الأسواق الداخلية مثل البازركان وغيرها. إنتشار لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على مداخل الأسواق، وتلاسن بين القوى الأمنية وصاحب محلات العامودي لعدم التزامه بالإقفال. ولدى دخولنا إلى السوق العريض، ينادي علينا أحد أصحاب المحلات بالقول: “صوّروا صوّروا بدّي إفتح وإن شاء الله بينتلي هالسوق عالم جكراً بالدولة”. وفي السوق عينه يُجْمِع أصحاب المحلات على “أن طرابلس لم تعد تشبه طرابلس أيام زمان، وأن السوق العريض بات أضيق مما نتصوّر بسبب قلّة الحركة فيه”. ليست هذه صورة السوق العريض في جمعة ما قبل العيد حيث كان يعجّ بالناس من طرابلس ومختلف المناطق، أما اليوم فتغيّر كل شيء حتى صرنا نترحّم على الأيام الخوالي تلك”. وفي سوق العطارين، وحيث تنتشر بسطات بيع الخضار والفواكه والأغذية، حركة نشطة من سكان المدينة وأبناء الأحياء الشعبية، لشراء الحاجيات قبل موعد غروب يوم الواحد والعشرين من رمضان والإفطار.

ومن السوق العريض، انتقلنا إلى شارع عزمي لنطّلع على الاوضاع والإلتزام عند التجار. في الطريق بين السوقين أو الشارعين، وبينما كنّا نجتاز الطريق ونلتقط بعض الصور، صودف مرور سائق سيارة أجرة. توقف إلى جانبنا وقال: “صوّروني واكتبوا على الصورة رح نموت من الجوع”. وقد بدا شارع عزمي ملتزماً بالإقفال بشكل تام. لم يكن هو الآخر يشبه نفسه في ذات الفترة من السنوات الماضية، خصوصاً في آخر جمعة من رمضان التي تسبق عيد الفطر. تجدر الإشارة إلى أن خسائر أصحاب المحلات في عزمي والمطران وقاديشا ونديم الجسر كبيرة جداً وهم كانوا يعوّلون على هذه الفترة للخروج قليلاً من أزمتهم، وتأمين بعض السيولة لدفع المستحقّات والإيجارات. وبينما بدا الإلتزام أكبر في مناطق طرابلس الجديدة مثل الضمّ والفرز والمعرض وغيرها، كان أقلّ في طرابلس القديمة والأسواق الشعبية وفي الميناء أيضاً. هذا مع الإشارة إلى أن أصحاب المحلات في الأسواق كانوا بانتظار هذا الأسبوع وقرار تخفيف التعبئة العامة في البلاد كي تتنفّس الأسواق قليلاً، فإذ بهم أمام إغلاق كامل لمدة 4 أيام متواصلة، فهل سيستمرّون في الإقفال طيلة هذه المدة أم أنهم سيضربون بعرض الحائط “كورونا” وإجراءاتها، والحكومة وقراراتها، خصوصاً وأنّ لا أحد يدري بما ستُقدم عليه الحكومة من إجراءات بعد الأحد ايضاً، لا تُقيم فيها وزناً للناس ولمصالحها ومعيشتها.

نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى