محليات

مستشفى صور الحكومي: الدولة غابت 26 عاماً وعادت مع وزير الصحة

تصوير: حسن مغنية

لأول مرة منذ تسع سنوات تختصر تجربتي إلى اليوم في الصحافة، أرى إمرأة فلسطينية ترش الأرزّ على سيارة مسؤول يمر من مخيم لاجئين، ولعلها المرة الأولى التي ألاحظ فيها أيضاً شباكاً يكسر جمود الزجاج الداكن ليطل منه وزيراً بعيون تحتار أنّى تختبئ خجلاً وتواضعاً أمام مشاعر الناس، يطل حمد حسن ليشكر هذه السيدة الخمسينية بنفسه بلا أي تكلّف أو تزيّف في المشاعر، يشكرها بكل محبة ويعاهدها بكل لغات الوفاء أنه سيكون إلى جانب شعبها الذي قدّم الفريق المحسوب عليه الدم والأرواح على طريق تحرير أرضه..

بهذه الصورة اختُتمت زيارة وزير الصحة العامة حمد حسن إلى المستشفى الحكومي في صور والكائن داخل مخيم البص للاجئين الفلسطينيين، ومع نثرات الأرز التي تساقطت على السيارة التي استقلها للمغادرة وقبلها للوصول إلى هنا، كانت تتوزع بسمات الأمل بين غرف المستشفى الكئيبة والتي لطالما انتظرت أن يأتي أي من المسؤولين عن وزارة تتبع لها لتفقد احوالها طيلة خمس وعشرين عاماً عانت ما عانته خلالها وتحديداً أيام عناقيد الغضب وفي طيات عدوان تموز الألفين وستة وما مر على المنطقة من ظروف صعبة وحرجة.

من مدخلها الرئيسي دخل متجولاً بين أقسامها وغرفها التي تحتاج ربما لشريان يعيد الحياة إليها، تفقد أحوال العاملين فيها وتطلّع إلى المعاناة الساكنة في جراح الفقراء والمحرومين الذين باعت الدولة على مدى عقود فرص العناية بصحتهم، اكتشف بنفسه ما يدور في غرف عملياتها وأقسام العناية المركزة المتوقفة عن العمل فيها، وفي باحتها الخارجية وقف أمام وسائل الإعلام التي لاحقت خطواته في الداخل شاكراً جهودها على المواكبة والمتابعة في هذه المعركة الطويلة.

مصدر الخبر: العهد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى