اخر الاخبارمحليات

فتح الأسواق التجارية في صيدا وعودة الحياة إلى طبيعتها

ثريا حسن زعيتر

تمَّ استكمال المرحلة الأولى من عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في مدينة صيدا، وذلك بفتح السوق التجاري، وسط أجواء هادئة وحركة خفيفة، حيث جاءت هذه الخطوة بالسماح بإعادة فتح السوق التجاري وفق المراحل الخمس التي أعلنتها وزارة الداخلية للعودة الآمنة للحياة الطبيعية في البلاد، في أعقاب انحسار فيروس “كورونا” أولاً، ومن جهة ثانية ارتفاع شكاوى الناس من الفقر والجوع، ودق ناقوس الخطر من انفجار اجتماعي جرّاء الإلتزام بالحجر المنزلي نتيجة التعبئة العامة وإعلان حالة الطوارئ الصحية.
رئيس “جمعية تجّار صيدا وضواحيها” علي الشريف قال: إنّ هذه الخطوة تترك ارتياحاً نفسياً في إطار بدء عودة الحياة الى طبيعتها، لكننا في الوقت نفسه لا ننتظر الكثير من حركة البيع والشراء، ذلك أنّ القدرة الشرائية عند الناس معدومة وبالكاد تؤمن قوت يومها”، خصوصا أن الوضع “صعب ولا يحتمل”.
أضاف: “لقد تم فتح غالبية المحال التجارية نحو 90% منها، لكن الحركة ما زالت خفيفة، سنلتزم بمواعيد الفتح والإقفال وباتخاذ الإجراءات الوقائية لجهة التباعد وارتداء الكفوف والكمامات، وندعو الله أنْ يساعدنا على تجاوز هذه المحنة الاقتصادية والتجارية التي لم يسبق لها مثيلا”.
إلى ذلك، أوقفت دورية لأمن الدولة صباح الأمس، المدعو م.ب أمام أحد المصارف في مدينة صيدا، وذلك بعد عدم امتثاله لطلب رئيس الدورية بإبراز هويتة للتثبّت منها، وعلى أثر مخالفته الامر، تمَّ اقتياده الى مقر امن الدولة الاقليمي، وما لبث أن تم إطلاقه بعد التحقيق معه.
توزيعات الأمن العام
وفي سياق آخر، واصلت المديرية العامة للامن العام ولليوم الثاني على التوالي، توزيع حصص غذائية على العائلات الأكثر فقرا في صيدا ضمن مشروع المساعدات الاجتماعية في مختلف المناطق اللبنانية المقدمة من المديرية العامة للامن العام وذلك تحسسا مع هذه العائلات في هذه المرحلة الصعبة، وتم اليوم توزيع نحو 4.1 حصة في مدينة رفيق الحريري الرياضية عند المدخل الشمالي للمدينة.

خلال مواصلة توزيع مساعدات الأمن العام في صيدا

وكان الامن العام قد باشر منذ أمس الأول توزيع حصص غذائية في صيدا تضمنت ألف حصة وزع منها في اليوم الاول 357 حصة.

 
أحداث ليلية مشتعلة

هذا، وقد عاشت المدينة ليلاً متوتّراً، وذلك عقب إلقاء المفرقعات والحجارة وقنابل المولوتوف من قِبل المُحتجّين من حراك صيدا على فرع مصرف لبنان وتحطيم واجهات عدد من المصارف في شارعي رياض الصلح الرئيسي وشارع حسام الدين الحريري، حيث يتواجد العدد الأكبر من المصارف، وقد جرت عمليات كر وفر بين الجيش اللبناني والمُحتجين.

 
من جهة أخرى، باشرت إدارة المصارف بإزالة آثار الأضرار التي لحقت بها، وزاولت عملها إدارياً كالمعتاد، وسط أجواء من الترقّب، وقد لوحظ أنّ عدداً منها عمد أمس إلى تركيب بوّابات حديدية مصفّحة وقوية من أجل منع الدخول إليها وحرقها أو محاولة العبث بمحتوياتها، وقد فتحت محال الصيرفة أبوابها، لكن أصحابها توقفوا عن التعامل نتيجة الإضراب الذي أعلنته النقابة من أجل الإفراج عن الصرّافين الموقوفين لدى القوى الأمنية، فيما بدأ الدولار يتأرجح صرفه بين 3700 و3800 ليرة لبنانية في السوق السوداء الموازية.
في المواقف
وفي إطار المواقف الشاجبة للأحداث الليلة، أكدت رئيسة “كتلة المستقبل” النائب بهية الحريري في بيان أنّه “على الرغم من أحقية المطالب المعيشية التي يرفعها المحتجون في الشوارع، إلا أن ذلك لا يمكن أن يبرر أو يغطي ما قام به بعض المندسين من أعمال تخريب وتكسير للمرافق المصرفية والعامة، ومن تعرّض بالأذى حتى لعناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تحرص على إبقاء التحركات ضمن طابعها السلمي والحضاري”.
وأعلنت عن أنّ “صيدا، التي لم تقبل سابقاً، ولا ولن تقبل، أن تكون ساحة لإيصال الرسائل من أي جهة في اي اتجاه، ترفض وتستنكر هذا الإمعان في استهداف أمنها واستقرارها من قبل حفنة من المأجورين لتنفيذ أجندات خارجة عن ارادة ابناء المدينة”.
وأعلن “اللقاء النقابي في صيدا والجنوب” برئاسة عبد اللطيف الترياقي، في بيان، أنّ “أيار يطل علينا هذا العام في ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وانهيار سعر صرف الليرة ووصل الدولار إلى أعلى مستويات، وكل هذه الأزمات ناتجة عن سياسات سلطة الأمر الواقع الفاسدة ومنظومتها الحاكمة، والحكومات المتعاقبة، أضف إليها مضاعفات أجنحة كورونا التي كشفت هشاشة النظام الصحي في لبنان. كل هذا أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، وتدني القدرة الشرائية عند السواد الأعظم من المواطنين، وإلى ازدياد أعداد العاطلين عن العمل، وتوقف وإقفال المزيد من المؤسسات في كل القطاعات”.
ودعا اللقاء إلى المشاركة في كل النشاطات المزمع التحضير لها، والتجمّع في ساحة إيليا عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الجمعة، مع اتخاذ تدابير الوقاية الخاصة من فيروس كورونا.

اللواء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى