اخر الاخبار

جهنم الآتية بعد إلغاء الدعم عن البنزين والطحين

لم يكن منتظراً من رئيس الجمهورية ان يدلي بأي موقف مخالف للواقع الذي نعيشه، وهو الاتجاه للنزول الى جهنم في حال لم يتم تشكيل الحكومة، وهو موقف واقعي، لكنه ينتقص الى مسؤولية العهد الحالي عن اقتياد اللبنانيين اليه.


ومع أن عون نصّب نفسه منقذاَ في تصريحه، عندما ربط عدم الانحدار الى جهنم بالمبادرة التي يطلقها في مؤتمره الصحافي، الا ان سائر التفاصيل الملحقة بالتصريح، تؤكد تراكم المسؤوليات في العهد التي أدت الى هذا الواقع، ومن ضمنها حكماً عبارة “خلصوا المصريات” وعبارة “ما بتتشكل الحكومة الا اذا صار عجيبة”.


التلميح الى الانقاذ، يحاول من خلاله اعفاء العهد من مسؤولية الانزلاق الى جهنم التي انحدر اليها اللبنانيون فعلاً، بدءاً من الازمة الاقتصادية، وصولاً الى الكباش السياسي والإهمال أو التواطؤ الذي أدى الى انفجار المرفأ. 

لكن المغردين صوبوا المشهد، فهم لم يقتنعوا بأنه يقوم فعلاً بخطوة انقاذية تسبق الانزلاق الى حضيض جهنم. وتشكَّل رأي عام واسع في مواقع التواصل يحمّل العهد المسؤولية عن الحال الذي وصل اليه اللبنانيون، رغم السخرية من التصريح، وتصويب الواقع بالقول “اننا في جهنم حكماً”، قبل أن يدعو آخرون الى انتظار توقف الدعم عن المحروقات والطحين والدواء لنبلغ الدرك الاسفل من جهنم. 

ومشكلة العهد انه ما زال يعتبر نفسه منقذاً. صحيح أن الكثير من الانتقادات المسيحية وُجّهت إليه، إثر تغيير وجهة استراتيجيته من التحالف مع “حزب الله”، وتبني موقف البطريرك الراعي حول حقيبة وزارة المال ما أدى الى توتر سياسي مع الحزب، إلا أنه في نظر كثيرين ما زال مسؤولاً عن التعثر المالي والاقتصادي والاهمال، ومقصراً في محاسبة الفاسدين، وعاجزاً عن التغيير والاصلاح، وهو الشعار الذي رفعه قبل فترة طويلة. 


في تصريحه الأخير عن الانحدار الى جهنم، فتح الرئيس عون على نفسه أيضاً أبواب جهنم الانتقادات، في مقابل محبيه الذين قالوا أنه املهم الوحيد.
 

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى